شرم الشيخ، دمشق، لندن، انقرة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - سرّعت الولاياتالمتحدة وتيرة حشد القوات في الخليج استعداداً لحرب محتملة على العراق، وتلقت حاملتا طائرات أوامر بالإبحار الى المنطقة، فيما حذرت تركيا من ان الحرب ستكون "باهظة الثمن"، واكدت ان "نفي" الرئيس صدام حسين ليس مشروعها، رافضة تقسيم العراق. أما روسيا فصعّدت لهجتها ضد التحرك الاميركي، واعتبرت ان أي عمل عسكري من دون قرار دولي سيكون "غير مشروع". في الوقت ذاته، اعتبرت ايران ان "الخطة الاميركية تستهدف تغيير كثير من الأنظمة في المنطقة"، وليست محصورة بالعراق. واستبعدت استهدافها عسكرياً، مذكرة واشنطن بأن الحرب في افغانستان كانت ستدوم شهوراً لولا دور طهران، كما أكدت انها لن تقف في وجه المعارضة العراقية. وعشية إلقاء صدام خطاباً اليوم، شدد نجله قصي على "ولاء رجال المهمات الصعبة من الحرس الجمهوري" واستعدادهم للقتال، فيما "حوصر" سفير العراق لدى الأممالمتحدة محمد الدوري ست ساعات خلال مهمة للمفتشين في "دائرة الرقابة الوطنية" راجع ص 3 و4. واكدت مصادر ملاحية ان سفينتين حربيتين اميركيتين هما المدمرة "يو اس اس بريكسو" وسفينة البحوث "يو اس ان اس هنسن" عبرتا قناة السويس في طريقهما الى الخليج، فيما أفيد في لندن ان بريطانيا سترسل قوات منتصف الشهر الجاري. وبدا ان واشنطن تسرّع وتيرة الحشد العسكري، استعداداً لحرب محتملة على العراق، اذ نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر عسكرية اميركية ان البحرية الاميركية أمرت حاملة الطائرات "ابراهام لنكولن" بالبقاء في حال تأهب إثر عودتها من مهمة في الخليج، بسبب احتمال عودتها الى المنطقة، فيما تلقت حاملتا الطائرات "كيتي هوك" و"جورج واشنطن" أوامر بالإبحار في اتجاه الخليج خلال 96 ساعة. وتضم القوات الاميركية في الخليج الآن 65 ألف جندي بينهم 16 ألفاً في الكويت. واعتبر السيناتور الجمهوري جون ماكين ان احتمالات الحرب تتعزز، في حين كشفت صحيفة "بوسطن غلوب" ان 150 رجلاً بينهم عناصر من القوات الخاصة الاميركية وضباط في الاستخبارات سي اي ايه يعملون منذ شهور داخل العراق، تمهيداً لغزوه، ويراقبون حقول النفط. وزادت ان كوماندوس من بريطانيا واستراليا والأردن انضم الى الفريق في فترات. في غضون ذلك، أعلن في القاهرة ان المحادثات التي اجراها رئيس الوزراء التركي عبدالله غل مع الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ امس ركزت على "امكان التوصل الى حل سلمي للأزمة وتجنيب المنطقة ويلات احتمالات تعرض العراق لعمل عسكري، والآثار السلبية الوخيمة على الاستقرار والأمن في المنطقة". وفيما شدد غل على ان "الحرب ستكون باهظة الثمن" وان "نفي" الرئيس صدام حسين ليس مشروعاً تركياً، معتبراً ان من الضروري "وجود سبل اخرى غير النفي لوقف الحرب"، استبق رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ريب طيب اردوغان عودة رئيس الوزراء التركي من مصر، منتقداً السياسة الاميركية حيال العراق. وقال في مؤتمر صحافي: "لا نريد الحرب وسفك الدم أو سكب الدموع في أي منطقة في العالم، لا سيما في منطقتنا، وكما نرفض الأنظمة التسلطية التي تغرق الشعوب في الألم والعذاب، لا نعتقد ان العلاقات الدولية يجب ان تبنى على القوة والقدرة". وزاد ان زيارة غل لمصر بعد سورية "تعني للعالم انه لم يستنفد بعد كل فرص تفادي الحرب، وننتظر ان تفعل كل دول العالم، والأممالمتحدة، كل شيء من اجل السلام وأن تجد حلاً يستبعد الحرب". ومن دمشق، نقلت وكالة "اسوشييتدبرس" عن السيناتور الجمهوري ارلين سبكتر قوله بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، انه يأمل بأن يعود الرئيس جورج بوش الى الأممالمتحدة "قبل أي مواجهة عسكرية" مع العراق، ورأى ان الوقت ما زال متاحاً لتفادي حرب "إذا التزم صدام قرارات" المنظمة الدولية. وفي موسكو، نقلت وكالة انترفاكس عن وزير الدفاع سيرغي ايفانوف ان بلاده ستعتبر أي عمل عسكري تشنه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على العراق من دون موافقة الأممالمتحدة، "غير مشروع" و"غير مبرر". ورأى ان حشد القوات الاميركية في الخليج قد يندرج في اطار "التلويح بالسلاح لممارسة ضغط نفسي على بغداد أو يكون تحضيراً لعمل عسكري". وشدد على ضرورة ان يقدم المفتشون "قراراً واضحاً ونهائياً حول وجود أو عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق".