أكدت تركيا عشية استقبالها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة ريتشارد مايرز الذي يزورها للبحث في المساعدة التركية للجهد الأميركي استعداداً للحرب المحتملة ضد العراق، ان "مساحة الدعم الذي يمكن أن تقدمه أنقرة ستكون محدودة للغاية". وأعلن في العاصمة التركية ان قيادة الجيش ستتفاوض مع مايرز من دون تقديم أي تعهدات أو التزامات في شأن الدعم التركي وترك القرار في هذا الأمر للحكومة. استبعد الناطق الرسمي باسم الرئيس التركي تاجان الدام موافقة البرلمان التركي على المشاركة في الضربة الأميركية ضد العراق من دون الحصول على قرار جديد من الأممالمتحدة يؤمن الشرعية القانونية الدولية للضربة، وأضاف: "وحتى في حال توافر هذا القرار الدولي الجديد فإن مساحة الدعم التركي للعملية ستكون محدودة للغاية، بسبب ما لتركيا من علاقات تاريخية مع العراق ودول المنطقة". جاءت تصريحات إلدام هذه في أعقاب اجتماع غير عادي دعا اليه الرئيس التركي أحمد نجدت سيزار في قصره أمس الجمعة وحضره رئيس الوزراء عبدالله غل وقائد الأركان حلمي أوزكوك ووزيرا الدفاع وجدي جونول والخارجية يشار ياكش وعدد من المستشارين، وتم خلاله البحث في الموقف من التهديدات الأميركية بضرب العراق قبيل زيارة رئيس هيئة الأركان الاميركية ريتشارد مايزر الى أنقرة غداً الأحد، حيث سحياول البحث في ما يمكن أن تقدمه تركيا من دعم عسكري للقوات الاميركية في حال وقوع الضربة. وفي رسالة الى واشنطن اشار تاجان الدام الى أنه يجب أن يدرك الجميع ان هناك حدوداً لما يمكن أن تقدمه تركيا من دعم سيكون مشروطاً بلا شك بغطاء الشرعية الدولية، الا ان ذلك لا يمنع اجراء أنقرة مناقشات ومحادثات فنية وسياسية وعسكرية مع واشنطن من دون تقديم تعهدات أو التزامات خلال هذه المناقشات. وجدد القول بأنه لا يوجد تردد في موقف الحكومة تجاه التعامل مع المطالب الأميركية وان موقف تركيا الداعي الى حل المسألة بالطرق السلمية "واضح ولا شائبة عليه"؟ وفي غضون ذلك، واصل السفير الأميركي لدى أنقرة ريتشارد بيرسون مساعيه لاقناع نواب البرلمان التركي بضرورة تعاون تركيا عسكرياً مع اميركا في حربها المحتملة ضد العراق. واجتمع بيرسون مع عدد من نواب حزبي "العدالة والتنمية" الحاكم والشعب الجمهوري المعارض في محل اقامته بأنقرة، وأكد لهم ان الدعم التركي ضروري لاختصار مدى الحرب وتقليل الخسائر. إلا أنه أشار أيضاً الى أن واشنطن تتفهم موقف أنقرة وتحترم آليات اتخاذ القرار في تركيا. ومن جانبه، قال نائب رئيس الأركان التركي الجنرال يشار بيوك أنيط ان الحكومة التركية خوّلت الجيش البحث في جميع المسائل العسكرية ومع الجنرال ريتشارد مايزر يوم الاثنين، ولكن من دون تقديم تعهدات أو التزامات، وشدد بيوك أنيط ان "القرار في نهاية الأمر سيكون بيد الحكومة وحدها وليس الجيش"، في ما يخص مدى الدعم الذي يمكن ان تقدمه تركيا للقوات الأميركية. وفي واشنطن رويترز، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ان مايرز سيجري محادثات مع مسؤولين عسكريين وحكوميين في تركيا في بداية الاسبوع المقبل. وأضافت الوزارة في بيان ان مايرز سيصل الى تركيا بعدما يتوقف في بلجيكا وايطاليا. وسمحت تركيا لخبراء عسكريين اميركيين هذا الاسبوع بتفقد قواعدها الجوية وموانئها البحرية لاستخدام محتمل في حال شن الولاياتالمتحدة هجوما على العراق. ويقول محللون انه اذا سمحت تركيا بوجود قوات اميركية على اراضيها فانها قد تخفض مدة اي حرب ضد العراق وتقلل عدد الخسائر المحتملة في صفوف القوات الاميركية. وأوضحت الوزارة ان مايرز سيجتمع "مع نظيره التركي ومع مسؤولين في الحكومة لمناقشة موضوعات محل اهتمام مشترك ومسائل امنية"، وسيغادر تركيا يوم الاثنين. حاملات طائرات وفي واشنطن، أ ف ب، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية الخميس ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد يبحث في امكان ارسال اربع حاملات طائرات اضافية الى منطقة الخليج لتعزيز القوات الاميركية. وقال هذا المصدر ان فكرة ارسال حاملات طائرات اضافية "طرحت" ضمن مجموعة من اوامر الانتشار الجديدة التي قدمت الى وزير الدفاع. واضاف ان "الفكرة مطروحة على بساط البحث". واعترف مسؤول آخر طلب ايضا عدم الكشف عن هويته بأن عددا من اوامر الانتشار التي يمكن ان تتضمن ارسال حاملات طائرات موجودة على مكتب رامسفيلد، لكنه لم يوقع بعد ايا منها. ويقول محللون ان رفع عدد حاملات الطائرات في الخليج الى خمس مع السفن المواكبة، يوفر للقوات الاميركية القوة الضرورية لشن هجوم كبير على العراق. ووقع رامسفيلد قبل اسبوع اوامر لنشر 62 الف رجل في الخليج في الاسابيع المقبلة، ما يرفع الى اكثر من 150 الفا عدد الجنود الاميركيين في المنطقة. الغاء مناورات واعلنت وزارة الدفاع الاميركية أيضاً ان سلاح الجو الاميركي ألغى واحدة من ابرز مناوراته السنوية في صحراء نيفادا لأن سربا سيرسل الى منطقة الخليج بسبب احتمال اندلاع حرب مع العراق. وتجرى مناورات "العلم الاحمر" التي تتم مرات عدة في السنة واحيانا بمشاركة وحدات من دول حليفة للولايات المتحدة، في قاعدة نيليس الجوية. واوضح سلاح الجو ان 24 وحدة و2800 رجل من جميع فرق الجيش الاميركي، سيشاركون في هذه المناورة التي ألغيت في كانون الثاني/يناير والتي كانت ستشارك فيها قوات اميركية فقط. وذكر الكولونيل رونالد ميتنزوي ان "السرب الرابع المقاتل في قاعدة سيمور جونسون كارولاينا الشمالية، شرق تلقى الامر بالانتشار" في الخليج ولذلك لن يتمكن من المشاركة في المناورة بطائراته الخمس عشرة من طراز "اف-15"، علما انه كان سيقوم بالدور الرئيسي فيها. سورية تنتقد الحشود الأميركية وفي دمشق رويترز، اتهمت الاذاعة السورية الولاياتالمتحدة، بمخالفة قرارات الأممالمتحدة بحشدها قوات في منطقة الخليج تحسباً للحرب على العراق قبل أن ينتهي مفتشو الأسلحة من عملهم. وبثت اذاعة دمشق ان "التهديدات الأميركية المتواصلة ضد العراق والمتسابقة مع الحشود العسكرية الأميركية في منطقة الخليج تشكل تناقضاً مع قرار مجلس الأمن الرقم 1441 ومع عمل المفتشين الدوليين في العراق". واتهمت الاذاعة الولاياتالمتحدة بأنها تحاول التعامل مع الأزمة العراقية "انطلاقاً من نياتها وقناعاتها التي تجسد مخططاتها المرسومة مسبقاً والتي تخدم مصالحها الاستراتيجية بعيدة المدى". البرلمان التشيخي وفي براغ، أعطى البرلمان التشيخي أمس الضوء الاخضر لمشاركة وحدة تشيخية للحماية الكيماوية والبيولوجية في عملية محتملة تشن ضد العراق في اطار الاممالمتحدة. وتوصل مجلس النواب التشيخي الى هذا القرار بعد مناقشات طويلة وصاخبة بدأها الخميس، علماً بأن مجلس الشيوخ أيّد مشاركة عسكرية تشيخية محتملة. وتتمركز فرقة تشيخية للحماية الكيماوية والبيولوجية حالياً في الكويت لكن مسألة مشاركتها المحتملة في اي عملية ضد العراق ستقرر من قبل الحكومة التشيخية بعد قرار للامم المتحدة في هذا الشأن. وطلبت واشنطن من براغ أخيراً تعزيز هذه الوحدة بنحو مئة شخص بغية تحويلها الى كتيبة يمكن لاعضائها عند الاقتضاء المشاركة في عملية ضد العراق من دون تفويض من الاممالمتحدة، ولكن فقط في حال استخدم العراق اسلحة دمار شامل في المنطقة وفقاً لنص المذكرة الصادرة عن البرلمان.