حذر رئيس الوزراء التركي عبدالله غل، الذي استقبله امس خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وأجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله، من خطورة الوضع الحالي في المنطقة، وشدد على وجوب العمل لتجنب الحرب على العراق. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل "ان الوقت يضيق واذا ما نشبت الحرب فإننا سنواجه الخطر جميعاً، لذلك يجب علينا ان نبذل كل ما نستطيع لمنع نشوب الحرب قبل ان يفوت الاوان". فيما أكد الامير سعود ان السعودية وتركيا "متفقتان على العمل من اجل وضع حل سلمي للوضع الراهن في العراق". واعلن غل ان تركيا ستقوّم نتائج جولته في المنطقة بعد زيارته لايران اليوم، لتقرر "الخطوات المطلوبة من اجل حل سلمي للازمة يجنب العراق والمنطقة مخاطر الحرب". وأكد تطابق "وجهات النظر السعودية والتركية بشأن ضرورة منع الحرب المحتملة وايجاد حل سلمي للوضع الراهن في العراق"، واشار الى انه استعرض مع ولي العهد الامير وقادة المملكة خلال محادثاته امس "آراء وافكار مطروحة لإيجاد حل سلمي للازمة" وانه تم الاتفاق على "العمل المشترك لتحقيق الهدف"، قائلاً ان "من السابق لأوانه الاعلان عن هذه المقترحات او الافكار"، لكنه حضّ العراق على "ان يطور تعاونه الايجابي مع مفتشي الاممالمتحدة حتى يكون التقرير الذي ستعده لجنة المفتشين قادراً على منع الحرب". من جهته اكد الامير سعود الفيصل ان المملكة وتركيا "تعملان من اجل الاعداد لحل سلمي وليس من اجل الاعداد للحرب"، وأبدى تفاؤله بإمكان تجنب الحرب لأسباب ثلاثة "1 - تصريح الرئيس الاميركي بوش بأن الخيار العسكري ليس الخيار الوحيد. 2 - موافقة الولاياتالمتحدة على ان يكون مجلس الامن مسؤولاً عن القرار النهائي بشأن الوضع في العراق. 3 - ما يبديه العراق من تجاوب مع مفتشي الاممالمتحدة". تعزيزات اميركية في غضون ذلك، سرعت الولاياتالمتحدة تعزيز حشودها العسكرية، استعداداً للحرب على العراق، وقررت ارسال 35 ألف جندي من مشاة البحرية المارينز وسلاح الجو الى الخليج، وسيصبح عديد قواتها بعد وصولهم حوالى 120 ألفاً. وأعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية "مواصلة تعزيز حشودنا بانتظام في الأسابيع المقبلة لدعم الجهود الديبلوماسية والتحضير لعمليات محتملة". وعلى رغم التقارير التي نشرت في لندن أمس وأكدت أن رئيس الوزراء توني بلير سيحض الرئيس جورج بوش على اعطاء الأممالمتحدة وقتاً لحل الأزمة العراقية، أبحرت حاملة الطائرات البريطانية "آرك رويال" من ميناء "بورتسموث" في اتجاه الخليج، معطية بذلك اشارة انطلاق لأهم انتشار بحري بريطاني منذ عشرين سنة. وفيما دعا وزير الدفاع التشيخي ياروسلاف تفرديك الى اغتيال الرئيس صدام حسين، نقل عن معلومات سرية لدى الحلف الأطلسي ان بغداد تدرب وحدات خاصة على استخدام أسلحة دمار شامل، وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي العراق من أن عمليات التفتيش "لا يمكن أن تستمر الى الأبد". ونشرت صحيفة "تايمز" ان رئيس الوزراء توني بلير سيجري محادثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش اواخر الشهر "للحيلولة دون أن تصبح الحرب على العراق أمراً لا مفر منه". وذكرت الصحيفة ان بلير سيؤكد في واشنطن ضرورة اعطاء الأممالمتحدة "الوقت والمجال" للتعامل مع صدام، وأشارت الى انه سيلتقي رئيس المفتشين الدوليين هانس بليكس في لندن قبل أن يقدم الأخير تقريره الى مجلس الأمن في 27 الجاري. واستناداً الى الصحيفة نفسها فإن بلير سيحاول اقناع بوش بتأجيل العمل العسكري الى ما بعد نهاية شباط فبراير أو بداية آذار مارس، إلا أنها ذكرت ان الرجلين يمكن أن يعقدا أيضاً "مجلساً حربياً" مشيرة الى أن كل شيء يتوقف على رد العراق خلال الاسابيع المقبلة على المطالب التي عبر عنها بليكس. وفي براغ، أعلن وزير الدفاع التشيخي تفرديك في مقابلة مع صحيفة "دنيس" ان وحدات عراقية "تتدرب حالياً على استخدام أسلحة كيماوية وربما بيولوجية". وقال: "ان أسلحة دمار شامل يمكن أن تخبأ من دون مشاكل في بلد شاسع" كالعراق، و"انها مخبأة فيه في الوقت الحاضر"، ناسباً هذه المعلومات الى "تحليلات سرية للغاية للحلف الأطلسي". وأضاف الوزير التشيخي: "حتى ولو لم يجد المفتشون هذه الأسلحة، فإن الولاياتالمتحدة مقتنعة بإمكان تبرير الهجوم على العراق بحجة ان الجيش الاميركي سيجدها". واعتبر ان "صدام ديكتاتور يحكم العراق وعندما يتم القضاء عليه ستتوقف مقاومة الوحدات العراقية". ودعا الى اغتياله أو أسره لكن "فراره الى المنفى قد يعطي ايضاً اشارة واضحة الى وقف الحرب". وطلبت الولاياتالمتحدة من الجمهورية التشيخية تعزيز وحدتها للحماية الكيماوية والبيولوجية المتمركزة في الكويت بمئة اختصاصي قبل أن تدفعها الى المشاركة في الحرب.