صعّد رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون لهجته ضد زعيم حزب "العمل" الاسرائيلي عمرام متسناع على خلفية طرح الاخير برنامجاً سياسياً يقوم على وجوب استئناف المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة ومن حيث توقفت في طابا ابان عهد ايهود باراك. واعتبر شارون تصريحات متسناع "غير متزنة ولا تتحلى بالمسؤولية، فضلاً عن انها خطأ قاتل"، مضيفاً انه يملك برنامجاً سياسياً يتلاءم مبدئياً مع خطة الرئيس جورج بوش و"يمكّننا من دحر الارهاب وقادته ويفتح الباب امام سلام حقيقي". قال رئيس الحكومة الاسرائىلية ارييل شارون في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية ان سلفه العمالي ايهود باراك وعد الفلسطينيين في محادثات طابا "بانسحاب شبه تام وتقسيم القدس ووضع مخربين فلسطينيين مسلحين على اسوار البلدة القديمة"، مضيفاً ان محادثات طابا تناولت حق العودة "والسماح بعودة آلاف اللاجئين الفلسطينيين الى اسرائيل، ما يعني نهاية اسرائيل كدولة يهودية". وتابع انه منذ اتفاق اوسلو وفي اطار سياسية ليبرالية في موضوع لمّ شمل العائلات الفلسطينية، ارتفع عدد العرب في اسرائيل بمئة الف فلسطيني جديد. ورأى شارون ان ثمة تصدعاً حاصلاً في الطرف الفلسطيني، ما يجعله متفائلاً في توافر فرصة حقيقية للبدء بمسار سياسي، مضيفاً انه لن يدع هذه الفرصة تفلت من يديه "بسبب اخطاء مصدرها قلة التجربة لدى متسناع". وزاد انه من اجل تحقيق هذه الفرصة السياسية تؤكد اسرائيل ان افكار متسناع ليست ولن تكون سياسة حكومتها، معرباً عن اقتناعه بأنه سيشكل الائتلاف الحكومي المقبل. الى ذلك، اتهم شارون بريطانيا ورئيس حكومتها توني بلير بمحاولة التأثير على الانتخابات العامة في اسرائيل التي ستجري اواخر الشهر الجاري من خلال دعم زعيم "العمل" بدعوته لزيارة لندن الخميس المقبل، ومبادرة بريطانيا الى عقد مؤتمر لندن في 13 و14 الجاري في ما يتعلق بالاصلاحات في السلطة الفلسطينية. وافادت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان شارون ووزير خارجيته بنيامين نتانياهو احتجّا رسمياً على دعوة متسناع وأصدرا أوامرهما للسفير الاسرائيلي في العاصمة البريطانية بعدم المشاركة في الاجتماع بين بلير ومتسناع. واضافت ان سلوك بلير الذي اغضب اقطاب "ليكود" يسجل الى جانب رفضه قبل اسبوع التقاء نتانياهو بحجة انه ليس من عادته استقبال وزراء خارجية اجانب. وتابعت الصحيفة ان التوتر في العلاقات بين تل ابيب ولندن تعاظم في اعقاب دعوة بريطانيا ممثلي اللجنة الرباعية الدولية ودول اوروبية ومسؤولين فلسطينيين للمشاركة في مؤتمر يرعاه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، ويشارك فيه بلير نفسه "من دون ان تشترط عقده باستبدال الرئيس الفلسطيني" ياسر عرفات، بالاضافة الى رفضها السماح لمندوب اسرائيلي بالمشاركة حتى بصورة غير رسمية. وقالت الصحيفة ان شارون قام قبل ايام بتوبيخ السفير البريطاني في تل ابيب وابلاغه ان اسرائيل تنظر ببالغ الخطورة "الى محاولة بريطانيا احياء ياسر عرفات" وانه طالما بقي على الرأس السلطة الفلسطينية ومسؤولاً عن تطبيق الاصلاحات "فإن عملية الاصلاح لن تثمر شيئا ايجابيا". من جهته، اتهم باراك خلفه و"ليكود" ب"الرقص على الدماء" والتحريض الدموي على زعماء "العمل"، وقال ان شارون هو "المتعاون الرئيسي مع الارهاب الفلسطيني. فالهدف الرئيسي للارهاب لم يعد قتل اليهود فقط، انما اولاً اثارة الذعر في نفوس الملايين الذين بقوا على قيد الحياة".