سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرد الاسرائيلي على "خريطة الطريق" لن يقدم قبل حسم مسألة زعامة الحزب اليميني . تصاعد التوتر بين شارون ونتانياهو قبل انتخابات "ليكود" في 28 الشهر الجاري
الناصرة - "الحياة" طمأن رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون وزراء حكومته اليمينية الى ان تل ابيب لا تواجه اي ضغوط دولية لتسريع تقديم ردها على "خريطة الطريق" الاميركية لتسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، مضيفاً انه سيترأس اليوم جلسة مشاورات لمواصلة بلورة الرد الاسرائيلي، في حضور وزيري الخارجية والدفاع الجديدين بنيامين نتانياهو وشاؤول موفاز وممثلي اجهزة الامن المختلفة. ورفض شارون طلب الوزير اسحق ليفي مفدال بحث مسودة "الخريطة" في جلسة الحكومة والاستماع الى ملاحظات موفاز عليها التي تناولتها وسائل الاعلام العبرية. ومنع شارون وزير دفاعه الجديد من ابداء اي ملاحظة وطالبه بقصر حديثه على التطورات الامنية. وقال ان لديه تحفظات عدة على مسودة الخريطة لكنه يفضل عدم الخوض فيها في جلسة موسعة للحكومة، واعداً الوزراء باطلاعهم على الرد الاسرائيلي بعد بلورته. واكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى ان مسؤولي الدولة العبرية لن يتناولوا في لقاءاتهم ممثل وزارة الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد، الذي يصل الى المنطقة هذا الاسبوع، "خريطة الطريق"، ما يؤكد ان الرد الاسرائيلي لن يصدر قبل حسم الانتخابات لزعامة حزب "ليكود" بين شارون ونتانياهو في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وعشية هذه الانتخابات سخنت الاجواء بين الرجلين ونقل الوزراء عن توتر ملحوظ ساد جلسة الحكومة بعد غضب نتانياهو على شارون لعدم شمله في قيادة الحكومة التي سيشكلها في حال فاز بزعامة "ليكود" وكلف تشكيلها. وكانت تسريبات صحافية افادت ان شارون ينوي اسناد حقيبة الدفاع لموفاز في حال لم يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية مع "العمل"، وحقيبة الخارجية لرئيس بلدية القدسالمحتلة ايهود اولمرت الذي اعلن نيته خوص الانتخابات البرلمانية "اذا تأكد له انه سيتولى منصباً رفيعاً في الحكومة المقبلة". ونفى شارون في مستهل جلسة الحكومة هذه الانباء واعتبرها عارية عن الصحة ودعا اعضاء حكومته الى العمل معاً وبصورة هادئة وعدم الالتفات الى نشر ما يمس بالحكومة. ورفض شارون منح نتانياهو حق التعقيب ظناً منه انه سينتقده لكنه تراجع بعدما ابلغه نتانياهو انه يريد تأكيد ملاحظته ليضيف ان الدولة العبرية تعيش الآن مرحلة دقيقة عشية الهجوم العسكري الاميركي على العراق "ما يؤكد ضرورة العمل في اجواء من التعاون لما فيه مصلحة دولتنا وابعاد الاخطار عنها". وقال نتانياهو انه يلتزم الخطوط العريضة للحكومة رغم الخلاف بينه وبين رئيسها على قضايا في مقدمها معارضة "خريطة الطريق"، وزاد انه ابلغ موقفه هذا لعدد من نظرائه في العالم وان من حقه كمنافس على زعامة ليكود ان يتحدث لناخبيه عن مواقفه. ورد شارون بالقول ان لا حاجة لاشعال حريق حول "خريطة الطريق"، وان القلق على مصالح اسرائيل القومية ليس حكراً على احد "والدولة تعنينا جميعاً". ونشرت الصحف العبرية مضمون الورقة التي قدمها موفاز اواخر الاسبوع الماضي لشارون وتضمنت معارضته الشديدة للجداول الزمنية التي تتضمنها "خريطة الطريق" وتحديداً لاقامة الدولة الفلسطينية. ويرى موفاز ان الرد الاسرائيلي يجب ان لا يقول لا لواشنطن او يتطرق الى تفاصيل مسودة الخريطة انما ان يتضمن المبادئ الاسرائيلية وان يكون الرد شفوياً غير ملزم. وفي عرضه امام زملائه الجدد للتطورات الامنية اشاد موفاز باغتيال جيش الاحتلال في جنين السبت قائد "سرايا القدس" اياد صوالحة. وقال انه ينوي مواصلة الضغط العسكري على "بؤر الارهاب وقادته". الى ذلك يلتئم مؤتمر "ليكود" غداً لاقرار موعد الانتخابات لزعامة الحزب واللائحة للكنيست المقبل وذلك بعدما نجح معسكرا شارون ونتانياهو في الاتفاق خطياً على 28 من الشهر الجاري موعداً لانتخاب زعيم الحزب. وفي حزب "العمل" تعزز الاعتقاد بان حاييم رامون سينسحب من السباق على زعامة الحزب والانضمام الى عمرام متسناع الذي تتوقع استطلاعات الرأي فوزه على الزعيم الحالي بنيامين بن اليعيزر الذي افتتح امس حملته الانتخابية تحت شعار "متسناع منقطع عن الواقع"، مضيفاً اذا انتخب مجددا فسيدعو الى التفاوض مع الفلسطينيين لكن ليس مع ياسر عرفات انما قيادة بديلة.