ردت إسرائيل على دعوة القيادة الفلسطينية للفصائل كافة إلى وقف أعمال العنف التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين "في هذا الوقت الذي يقترب فيه موعد الانتخابات الإسرائيلية"، بهجوم كلامي عنيف على الرئيس الفلسطيني وبتوعد الفلسطينيين بمزيد من القمع "بهدف القضاء على البنية التحتية للإرهاب". قال رئيس الحكومة ارييل شارون إن دعوة الرئيس ياسر عرفات إلى وقف العمليات ضد المدنيين الإسرائيليين تعني عملياً اجازة قتل الإسرائيليين في أي وقت باستثناء عشية الانتخابات التشريعية وتأتي استناداً إلى اعتبارات سياسية لرئيس السلطة الفلسطينية "الذي يرى في قتل الإسرائيليين هدفاً ثابتاً". وتابع في حديث أدلى به في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية ان الدعوة تثبت من جديد ما قالته إسرائيل في العامين الماضيين أن الرئيس عرفات "يتزعم تحالفاً ارهابياً"، وانه "المسؤول المباشر عن الإرهاب ويتحكم بوتيرته وفقاً لاحتياجاته". وأضاف ان الإعلان الفلسطيني يميط اللثام عن وجه عرفات و"يؤكد عدم إمكان اجرائنا مفاوضات معه"، وان كل محاولة في هذا الاتجاه ستمس بقدرة إسرائيل على التوصل إلى الأمن والسلام، و"على كل من يهمه احلال السلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني أن يدرك أن عرفات هو عقبة في طريق السلام، وأن عليه أن يخلي الحلبة السياسية"! من جهته، زعم وزير الدفاع شاؤول موفاز ان إسرائيل تلمس جهوداً مكثفة للفصائل الفلسطينية كافة لتنفيذ هجمات مسلحة ضد الإسرائيليين على طرفي الخط الأخضر، وان عدد الانذارات الأمنية المتوافرة عن هجمات كهذه كبيرة، وهدد الفلسطينيين ب"خطوات ملموسة أخرى" لضرب "البنى التحتية للإرهاب"، مضيفاً ان سلطات الاحتلال اعتقلت خلال الأسبوع الماضي 102 فلسطيني من بينهم "مطلوبون كبار"، وان إسرائيل هدمت حتى الآن 114 منزلاً فلسطينياً لعائلات انتحارية وان سياسة الهدم اثبتت نجاعتها. وقال موفاز إنه على رغم الجهود المصرية من أجل اصدار التنظيمات الفلسطينية اعلاناً لوقف النار، فإنه لم يسجل أي تقدم، مشككاً في أن تثمر هذه الجهود عن اتفاق حقيقي. إلى ذلك، أبلغ شارون وزراءه إصراره على عدم السماح لمسؤولين فلسطينيين بمغادرة أراضي الحكم الذاتي للمشاركة في مؤتمر لندن حول الإصلاحات في السلطة الفلسطينية، زاعماً أن من شأن عقد المؤتمر أن يشجع على الإرهاب. وأضاف انه سيبلغ موقفه هذا للسفير البريطاني في تل أبيب الذي التقاه لاحقاً وتسلم منه رسالة توضح خيبة أمل بريطانيا من القرار الإسرائيلي، على ما أوردت اذاعة الجيش الإسرائيلي. متسناع يقترح قوات دولية وفي سياق متصل، كتبت صحيفة "معاريف" ان زعيم حزب "العمل" عمرام متسناع طرح على بلير، خلال لقائهما في لندن أواخر الأسبوع الماضي، فكرة نشر قوات دولية مدنية في أراضي السلطة الفلسطينية في أعقاب انسحاب إسرائيلي محتمل منها، تكون مهمتها تأهيل المجتمع الفلسطيني. ونقلت الصحيفة عن قريبين من متسناع أن خطته هذه تقوم على افتراض فشل المفاوضات التي يقول إنه سيستأنفها مع الفلسطينيين في حال كلف تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وان إسرائيل ستقرر في هذه الحال انسحاباً أحادي الجانب، لكنها لن تفعل ذلك قبل أن تسلم مسؤولية إدارة الشؤون المدنية للفلسطينيين لهيئة دولية تعمل على معاونتهم لإدارة شؤونهم بأنفسهم. وأضافت الصحيفة ان بلير ومتسناع توافقا على أن الحل الأمثل للنزاع هو التوصل إلى تسوية سياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وانه إذا لم يتحقق الأمر، فإن الخيار الأفضل هو انسحاب أحادي الجانب واستقدام قوات دولية، ليست عسكرية، تكون قادرة على بسط النظام في الأراضي الفلسطينية.