سيول، فيينا، واشنطن، موسكو - أ ف ب، رويترز - عرضت كوريا الجنوبية على الولاياتالمتحدة مسودة تسوية للازمة خلال محادثات في سيول أمس، فيما طالبت كوريا الشمالية مجدداً بتوقيع ميثاق عدم اعتداء مع واشنطن، بعد رفض الأخيرة اقتراحاً في هذا الشأن قدمته بيونغيانغ أول من أمس. وذكرت محطة "ام بي سي" التلفزيونية ان مساعد وزير الخارجية الكوري الجنوبي لي تاي شيك التقى ايفانس ريفيري مساعد السفير الاميركي، اثر اجتماع لمجلس الامن القومي، للبحث في تسوية محتملة. ويعد الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب رو مو هيون الذي يتسلم مهماته الشهر المقبل، وفق ما افاد معاونوه، اتفاق تسوية للخروج من الطريق المسدود الذي وصلت اليه الازمة بين بيونغيانغ وواشنطن. وذكرت صحيفة "مونهوا" ان "خطة طريق من ثلاث نقاط" وضعت خلال اجتماع مجلس الامن القومي الذي استدعي للإعداد للقاءات كورية جنوبية مع مسؤولين اميركيين ويابانيين مطلع الاسبوع المقبل في العاصمة الاميركية. وتنص الخطة على وقف بيونغيانغ برنامجها النووي، على ان تتعهد الولاياتالمتحدة في الوقت نفسه عدم الاعتداء عليها واستئناف عمليات تسليم النفط لكوريا الشمالية التي كانت اوقفتها لدى الاعلان عن استئناف البرنامج النووي. ثم تعلن كوريا الشمالية تراجعها عن طموحاتها النووية. وفي مرحلة اخيرة، تقدم الصين وروسيا ودول اخرى "معنية" ضمانات امنية لكوريا الشمالية. وأشارت معلومات صحافية اخرى الى ان سيول قد تطلب من واشنطن التعهد خطياً باحترام سيادة كوريا الشمالية اذا تخلت عن برنامجها النووي، من دون ان يصل الامر الى توقيع ميثاق عدم اعتداء رسمي. وجددت كوريا الشمالية أمس مطالبتها بتوقيع معاهدة عدم اعتداء. وذكرت وكالة انباء كوريا الشمالية الرسمية ان "حل المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية سلماً هو الهدف الذي تسعى اليه الجمهورية الشعبية في كوريا الشمالية. لذلك اقترحت توقيع ميثاق عدم اعتداء مع الولاياتالمتحدة"، معتبرة ان واشنطن تتحمل "كل المسؤولية" في الازمة الحالية. وجددت إلقاء اللوم على الولاياتالمتحدة ووصفت النزاع بأنه "خطير للغاية ولا يمكن التكهن" بنتائجه. ورفضت الولاياتالمتحدة أول من أمس هذا الطلب الذي تقدم به السفير الكوري الشمالي في الصين. واعتبرت ان المهم هو ما اذا كانت بيونغيانغ ستتخلى عن برنامج الاسلحة النووية. وقال مسؤول بارز في الادارة الأميركية: "اننا لا نضمر عداء، وبالتالي فإن اتفاق عدم الاعتداء ليس هو القضية. القضية هي ما اذا كانوا سيتخلون عن طموحاتهم النووية". ودعت موسكو بيونغيانغ وواشنطن الى مفاوضات لتسوية الازمة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيوكوف لوكالة "ايتار تاس" للأنباء: "يجب البحث عن حل للأزمة بروح ايجابية وبناءة". واعتبر ان "ارتفاع التوتر والتهديدات والعقوبات غير مجد. علينا ان نعمل على المستوى الديبلوماسي ونحن مستعدون للتعاون مع كل الاطراف المعنية". الى ذلك، أعلن مصدر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها ستقترح منح كوريا الشمالية فرصة للتعاون والسماح باستئناف عمليات التفتيش على برنامجها النووي. وأضاف ان مدير الوكالة محمد البرادعي سيوصي على الارجح أن تحصل كوريا الشمالية التي طردت مفتشي الوكالة واستأنفت برنامجها النووي على فرصة جديدة كي تتراجع عن موقفها قبل ان ترفع الوكالة الامر الى مجلس الامن.