انتقد موريس سترونغ مبعوث الأممالمتحدة إلى بيونغيانغ سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش الربط بين المعونات الغذائية لكوريا الشمالية والأزمة النووية. وأكد أن استمرار المساعدات الانسانية إلى كوريا الشمالية يشكل "مسألة حياة أو موت" بالنسبة إلى ثمانية ملايين من مواطنيها. وجاء ذلك في وقت وصل إلى بيونغيانغ ألكسندر لوسيوكوف موفد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن حاملاً اقتراحات تهدف إلى حل الازمة. وفي غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد أرميتاج أن بلاده مستعدة لإصدار إعلان عدم اعتداء على كوريا الشمالية، في حال وافقت الأخيرة على التخلي عن برنامجها النووي. قال موريس سترونغ مبعوث الأممالمتحدة إلى بيونغيانغ بعد عودته من العاصمة الكورية الشمالية إلى بكين أمس، أن الأزمة الإنسانية هناك "حقيقية وليست محتملة". وأضاف: إنها تتعلق بحياة ومستقبل ستة إلى ثمانية ملايين نسمة"، مؤكداً أن المساعدات الانسانية إلى هذا البلد هي "مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى عدد كبير من الأشخاص". وكان سترونغ يتحدث عن اعتماد كوريا الشمالية إلى حد كبير منذ سبع سنوات على المساعدات الخارجية، لتأمين الغذاء لنحو 23 مليون نسمة، بسبب فشل السياسة الاقتصادية المركزية والكوارث الطبيعية. وأكد أن الأزمة السياسية الناجمة عن إعلان بيونغيانغ تحريك برنامجها النووي، طغت على الظروف المأسوية في كوريا الشمالية التي شهدت منذ عام 1995 مجاعات خطرة، فيما قدرت إحصاءات غربية بأن نحو مليوني نسمة قضوا جوعاً في هذا البلد خلال سبع سنوات. واعتبر أن "الأزمة الإنسانية لم تلق الاهتمام الكافي"، محذراً من أي محاولة لربط المساعدات بالوضع السياسي. وأضاف: "لا يمكنكم جعل أطفال ومرضى وشيوخ ضحايا أزمة سياسية لا علاقة لهم بها". وقال سترونغ إن المشكلة تكمن في انعدام الثقة والتواصل بين بيونغيانغ وواشنطن. وأضاف: "إنهم الكوريون الشماليون يسعون إلى حل سلمي، وأظن أن الوضع مشجع من الجانبين لانه يبدو أن الطرفين يقولان تقريباً ما يرغب به الآخر، ومع ذلك، فهما يتحدثان في الفراغ بدل أن يتكلما إلى بعضهما البعض". شروط بيونغيانغ وأوردت وسائل الاعلام أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل أشاد بقدرة القوات الجوية على الدفاع عن البلاد في مواجهة ما وصفه بتحركات نحو شن حرب من العدو، على رغم تأكيدات أميركية جديدة بأن واشنطن تريد حلاً سلمياً. ونقلت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية عن السفير الكوري الشمالي لدى الصين تشوي جين سو قوله أمس، إن المواجهة الديبلوماسية بشأن البرنامج النووي لبيونغيانغ يمكن حلها من خلال الحوار، إذا تعهدت الولاياتالمتحدة بعدم غزو بلاده. وقالت الوكالة في تقرير من بكين أن السفير صرح بأن هناك شرطين آخرين هما أن تعترف واشنطن بسيادة كوريا الشمالية وألا تعرقل النمو الاقتصادي في بلاده. وفي الوقت نفسه، استبعد نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد آرميتاج في حديث مع صحافيين يابانيين في واشنطن، احتمال تصويت الكونغرس على معاهدة عدم اعتداء. وأكد أن الولاياتالمتحدة قد تصدر إعلاناً يعد بضمان أمن نظام زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل، وذكر بعزم واشنطن على تسوية الأزمة النووية سلمياً وبالطرق الديبلوماسية. ونقلت وكالة أنباء "كيودو" عن آرميتاج قوله: "أعلنا أخيراً أنه ليس لدينا نيات عدوانية" حيال بيونغيانغ. وأضاف: "لن نحتل كوريا الشمالية ونعتقد بأن هناك سبيلاً لاثبات ذلك إما بتبادل الرسائل أو بإعلان رسمي". ومضى يقول: "في حال احترمنا سيادتهم ونشاطاتهم الاقتصادية هناك إمكانات للمضي قدماً". وأكد آرميتاج على ضرورة التوصل إلى اتفاق أمني شامل مع كوريا الشمالية يغطي نشاطات اليورانيوم المخصب واستخراج البلوتونيوم والأسلحة الكيماوية والتقليدية. وتابع: "اكتشفنا أن كوريا الشمالية تملك منشآت لإنتاج اليورانيوم المخصب تريد تشغيلها. وأي اتفاق جديد يجب أن يشمل هذه المنشآت". اقتراحات روسية وفي الوقت نفسه، وصل نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر لوسيوكوف إلى بيونغيانغ أمس، قادماً من بكين حيث أجرى محادثات مع المسؤولين الصينيين، في محاولة للجمع بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة إلى طاولة المفاوضات. وقال لوسيوكوف قبل مغادرته العاصمة الصينية أمس: "من الضروري أن تستخدم كل الأطراف نفوذها من أجل المساعدة في دعم الحوار بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية". وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كونغ سوك أونغ كان في استقبال لوسيوكوف وهو نائب وزير الخارجية الروسي. ويعرض موفد بوتين على المسؤولين في كوريا الشمالية مجموعة من الاقتراحات أعدتها موسكو في محاولة لحل الازمة. وتنص الخطة التي حملها لوسيوكوف على أن تكون شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية وعلى إعادة العمل باتفاق العام 1994 الذي ينص على تجميد البرنامج النووي الكوري الشمالي في مقابل تزويد بيونغ يانغ مصادر الطاقة لا سيما الوقود من جانب الولاياتالمتحدة.