أصيبت الجهود لاحتواء الأزمة الكورية بانتكاسة أمس بعد رفض بيونغيانغ اقتراح واشنطن تنظيم محادثات لنزع فتيل الازمة واعتبارها ان العرض الأميركي "يرمي الى خداع الرأي العام". ووصف الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر الموقف الكوري ب"المؤسف". وقال: "انه اعلان جديد مؤسف تدلي به كوريا الشمالية، لذلك تعتبر اليابان والصين وكوريا الجنوبية وروسيا والولاياتالمتحدة هذه المسألة مصدر قلق خطر". ونددت الخارجية الكورية الشمالية بالعرض الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة أخيراً لإجراء حوار وتقديم معونات محتملة اذا أوقفت بيونغيانغ برامج التسليح النووي. وجددت مطالبتها بإبرام معاهدة عدم اعتداء بوصفها السبيل الوحيد لانهاء ثاني أزمة نووية كورية شمالية خلال عقد. واعتبرت "ان الحديث الاميركي عن الحوار ما هو الا تمثيلية مخادعة لتضليل الرأي العام العالمي". راجع ص 8 من جهة كذّب البيت الأبيض ما نقلته وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء عن "مصدر بارز في الحكومة الاميركية" أن الولاياتالمتحدة اقترحت اعطاء كوريا الشمالية ضمانات امنية في رسالة من الرئيس جورج بوش الى نظيره الكوري الشمالي، تتضمن تأكيدات أن واشنطن لا تضمر أي نيات عدائية ولا تنوي غزو الدولة الشيوعية او شن هجوم عليها. وكان بوش أبدى في وقت سابق لفتة تصالحية حيال بيونغيانغ بعرضه احياء برنامج لتقديم معونات غذائية وامدادات وقود اليها اذا تخلت عن طموحاتها النووية. في غضون ذلك، تواصلت المساعي الديبلوماسية للتوصل الى تسوية للأزمة، وأجرى مساعد وزير الخارجية الاميركي جيمس كيلي محادثات مع المسؤولين الصينيين، وأكد ان بلاده قد تكون مستعدة لتزويد بيونغيانغ امدادات وقود. واضاف: "ليس هناك بديل من إجراء اتصالات". وتوقع محللون أن يطلب من بكين بذل مزيد من الضغوط على بيونغيانغ لتتخلى عن برنامجها النووي وتتفادى اتخاذ اجراءات استفزازية مثل اجراء اختبارات صاروخية. الى ذلك، اتفقت الكوريتان الجنوبية والشمالية على عقد جولة تاسعة من المحادثات على مستوى الوزراء في سيول بين 21 الشهر الجاري و24 منه، ويتوقع ان تتناول المحادثات التي عادة ما تركز على التعاون الاقتصادي قضية أكثر الحاحاً في أعقاب الازمة النووية.