الرباط - "الحياة" - قال وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى إن اجتماعات وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي التي أنهت أعمالها أمس في الجزائر، تمت في "اللياقة المعهودة"، نافياً حصول أي مشادة كلامية مع نظيره الجزائري عبدالعزيز بلخادم عن الموقف من نزاع الصحراء الغربية. ووصف بن عيسى في اتصال مع "الحياة" اجتماع الجزائر ب"الناجح"، موضحاً أن الاجتماعات المغلقة لم تتطرق إلى قضايا ثنائية، و"ركزنا على القضايا العملية التي من شأنها تفعيل اتحاد المغرب العربي". وأضاف ان الوزراء المغاربيين تعرضوا لكثير من القضايا ترتبط بالجانب المؤسساتي وتفعيل اتحاد المغرب العربي. ولم يحدد بن عيسى أسباب ارجاء النظر في موعد القمة المغاربية، لكنه أضاف ان الجزائر، التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد، ستباشر مشاوراتها مع بلدان المنطقة لتحديد موعد جديد للقمة. وعن تحييد الجانب السياسي من اجتماع وزراء الخارجية في دول المغرب العربي، قال بن عيسى إن "القضايا السياسية ستظل قائمة باستمرار"، وجدد الأمل بأن "نتمكن يوماً من مكاشفة بعضنا بعضاً، وأن نتطرق لقضايانا"، مشيراً انه "طال الزمن أم قصر، سيطفو الجانب السياسي على السطح يوماً"، لكنه أضاف ان بلاده "تشجع العمل على اتباع السياسة الوقائية والنظر في الظروف الدقيقة التي تمر فيها الأمة". لكن ديبلوماسياً عربياً في الرباط رأى في عدم اتفاق وزراء الخارجية المغاربيين على موعد محدد لعقد القمة المغاربية المؤجلة، عنواناً بارزاً لعمق الأزمة التي يتخبط فيها الاتحاد المغاربي. وأشار إلى أن البلدان الخمسة تتفادى طرح المشاكل الأساسية للنقاش على الطاولة "لئلا يبرز الخلل المزمن في عمل المؤسسة المغاربية". وعبر المصدر عن استغرابه البحث في قضايا مثل التنقل بين دول الاتحاد، في وقت يغيب النقاش عن الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر، وقال: "كيف سيتم هذا التنقل". ورأى المصدر في استمرار رفض ليبيا رئاسة الاتحاد، اشارة إلى "فشل لا يريد أحد تحمل المسؤولية فيه".