الجزائر - رويترز - جدد المغرب امس مطالبته بضم الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة "بوليساريو" كشرط أساسي للمساهمة في تفعيل اتحاد المغرب العربي. وقال وزير الخارجية المغربي احمد بن عيسى في الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي المنعقد في الجزائر: "أؤكد من جديد وبكل صراحة ومسؤولية أن تمسك المغرب الوثيق باتحادنا لا يوازيه الا تشبثه الراسخ والقوي بوحدة أراضيه"، في اشارة الى الصحراء الغربية التي تعتبرها االرباط جزءا من ترابها. وأضاف "ان قوة اتحادنا يكمن في قوة دوله ووحدة أراضيها... ان احترام الثوابت الوطنية لكل عضو في اتحادنا والتزام روح معاهدة مراكش ونصها هو السبيل الوحيد دون غيره لمواجهة التحديات والاكراهات المتعددة". وتنص المعاهدة التي وقع عليها أعضاء الاتحاد العام 1989 على احترام وحدة اراضي دوله. ويمثل نزاع الصحراء الغربية الذي اندلع العام 1975 المصدر الرئيسي للخلافات داخل الاتحاد الذي لم يتمكن من تنفيذ عشرات الاتفاقيات الموقع عليها. ويتهم المغرب الجزائر بدعم جبهة "بوليساريو". وادى تصاعد التوتر السياسي بين البلدين الى اعلان المغرب اواخر عام 1994 تجميد عضويته بالاتحاد وفرض التأشيرة على الجزائريين. وردت الجزائر بغلق الحدود البرية. الا أن العلاقات الديبلوماسية ظلت قائمة. وتمسكت الجزائر بالدعوة الى عدم ادراج قضية الصحراء الغربية في النقاشات داخل الاتحاد حتى لا تؤثر على التكتل. وقال وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم في جلسة امس أنه أضحى ضروريا "تجاوز كل ما من شأنه أن يؤثر في المسار الطبيعي لاتحادنا أو يعطل عطاءه بمعالجة الافرازات المختلفة بروح عالية من المسؤولية وبعيدا عن كل الاعتبارات والمؤثرات الظرفية العابرة". ويتبادل البلدان المغاربيان التهم بشأن الطرف الذي يقف وراء ركود الاتحاد. و قال بن عيسى "ان مهمتنا اليوم تحتم علينا القيام بمراجعة شاملة وموضوعية وهادئة لكل ما ركمناه في الفترات السابقة من اتفاقيات من اجل تحديد دقيق للمصاعب التي تقف حجر عثرة أمام ارتقاء العمل المغاربي الى المستوى الذي نريده". وقال بلخادم أن الاتحاد حقق "نتائج معتبرة ومشاريع طموحة من شأنها جعل المنطقة فضاء واسعا ينعم فيه المواطن المغاربي بحرية التنقل و العمل والاقامة"، لكنه دعا الى مراجعة بعض النصوص التي يحتكم اليها التكتل. وقال امين اللجنة الشعبية العامة وزير للوحدة الافريقية الليبي عبد السلام التريكي ل"رويترز" قبل بدء الجلسات المغلقة أن الوزراء سيبحثون، ضمن جدول الاعمال، في امكان عقد قمة للقادة المغاربيين. وشدد التريكي، في كلمته، على حتمية اعادة بعث مؤسسات الاتحاد فى ظل التكتلات الكبرى التى يشهدها العالم. و قال انه"رغم مرور سنوات على انشاء الاتحاد المغاربى الا ان الكثير لم ينجز مما نطمح اليه"، داعيا الى بذل جهود اكثر جدية فى دفع الاتحاد، خصوصا ان التجمعات الاقليمية الاخرى قطعت شوطا كبيرا فى التكامل الاقتصادي. وقال ان الاتحاد لا يمكن ان يكون بمعزل عن المحيط الاقتصادي العربي والاوروبي، مشيرا الى وجود رغبة سياسية فى العمل من اجل تحقق اهداف البلدان لمغاربية. ومن جهته دعا وزير الخارجية الموريتاني الى ضرورة اكمال تشكيل هياكل الاتحاد، مشيرا الى الحاجة الماسة الى التشاور والتنسيق بين الاعضاء لجعل الاتحاد خيارا مغاربيا استراتيجيا يلبي طموحات الشعوب المغاربية.