طلبت كوريا الشمالية الاجتماع مع واشنطن لمناقشة الأزمة النووية، في وقت استعد مبعوث كوري جنوبي للسفر إلى بيونغيانغ كما درست الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكان تأجيل اجتماع طارئ، مخصص لاتخاذ قرارات بشأن انتهاك الكوريين الشماليين تعهداتهم النووية. وقال وزير الخارجية الأميركي كولن باول في دافوس أمس، إن الولاياتالمتحدة مستعدة لأن تبلغ كوريا الشمالية بأسلوب "لا لبس فيه" أن لا نية لديها لمهاجمتها. وأضاف أن الولاياتالمتحدة مستعدة للتحدث إلى كوريا الشمالية، إلا أنه أشار إلى الطلب الأميركي الرئيسي وهو أن المحادثات لابد من أن تكون عن "كيفية قيامها بيونغيانغ بواجباتها في التخلص تماماً من برامج الأسلحة النووية". وأكد باول أن "الولاياتالمتحدة مستعدة لإقامة علاقة مختلفة مع كوريا الشمالية بمجرد أن تلتزم بيونغيانغ بواجباتها بشكل يمكن التحقق منه. ولا بد من أن يكون الشمال مستعداً للتصرف بطريقة تولد الثقة". ولكنه قال إنه في الوقت نفسه ستواصل الولاياتالمتحدة تقديم المساعدات الإنسانية إلى كوريا الشمالية. واتهم باول كوريا الشمالية بالتسبب في الأزمة التي اندلعت عندما كشفت الولاياتالمتحدة عن أن بيونغيانغ أقرت بوجود برنامج سري لتخصيب اليورانيوم. وبعدها قطعت الولاياتالمتحدة إمدادات النفط، مما دفع كوريا الشمالية إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وطرد مراقبي الأممالمتحدة. وذكر باول أن حكومة كوريا الشمالية انتهكت "اتفاقات نووية حسنة النيات، وفي الوقت ذاته، دفعت سياسات كوريا الشمالية أبناء شعبها إلى جحيم مظلم يعانون فيه من البرد والجوع". ورأى مراقبون ان تصريح باول يشكل استجابة لمطالب بيونغيانغ، وتلبية لكل شروطها. وفي غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن ناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية قولها، إنه لم يتخذ قرار نهائي بعد بخصوص موعد عقد الاجتماع الطارىء للوكالة والذي يمهد الطريق أمام رفع الملف الكوري الشمالي إلى مجلس الامن. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن ناطق باسم وزارة الخارجية في بيونغيانغ قوله إن "الطريقة الوحيدة لحل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية سلماً وبطريقة عادلة، تتمثل في إجراء محادثات مباشرة بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة". وحذر الناطق من تدخل دول أخرى أو من محاولة تحويل القضية إلى قضية متعددة الاطراف. واستطرد أن "أي دولة مهتمة بالقضية النووية عليها ألا تسعى إلى تحقيق أي غرض آخر بالتدخل في الأمر، ولكن عليها تقديم المساعدة في شكل نزيه لكوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة ليعقدا محادثات مباشرة ويتوصلا إلى تسوية للقضية من طريق التفاوض". ويأتي ذلك قبل يوم من توجه مبعوثين خصوصيين للرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ والرئيس الكوري الجنوبي المنتخب نوه مو هيون إلى بيونغيانغ. وسيزور ليم دونغ وون مستشار كيم بيونغيانغ، في رحلة طيران مباشرة نادرة إلى العاصمة الكورية الشمالية وسيحلق فوق المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين والواقعة تحت حراسة مشددة. ومن المتوقع أن يحمل رسالة من كيم. ويقول محللون إن هذه المهمة قد تكون تمهيداً لاجتماعات محتملة أخرى تتضمن روسيا والصين وتؤدي في نهاية الأمر إلى مناقشات مباشرة بين بيونغيانغ وواشنطن.