تمنى العاهل المغربي الملك محمد السادس على الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة دعم جهوده من اجل "ترسيخ دعائم اتحاد المغرب العربي على اسس متينة تجعل منه تكتلا قويا يدعم مصالح شعوبنا". ودعا الملك محمد السادس، في برقية تهنئة للرئيس بوتفليقة لمناسبة عيد استقلال بلاده الى "استحضار مرحلة الكفاح البطولي للشعب الجزائري الشقيق في سبيل التحرر"، مشيرا الى "ما ميز تلك المرحلة من دعم قوي وتضامن بين شعبينا الشقيقين لاجل استعادة سيادة الجزائر ووحدتها الترابية". وقال انه يتطلع "بكل تفاؤل كي يشكل هذا الرصيد التاريخي المشترك حافزا على مد جسور التعاون والتواصل والتكامل من اجل تعزيز الاتحاد المغاربي"، مشددا على ضرورة تكتل دول المنطقة بما يحقق "تطلعات شعوبنا نحو مزيد من التآخي والتضامن والوحدة في عالم لامكان فيه للكيانات الضعيفة". ورأى مراقبون في هذه الاشارة تلميحا الى النزاع في الصحراء، ومطلبا ضمنيا من الرباط الى الجزائر لدعم جهود التسوية السياسية المعروفة باسم "الاتفاق - الاطار" الذي يقضي بمنح الصحراء حكما ذاتيا في اطار السيادة المغربية. ويشكل هذا الخيار الذي طرحه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في تقريره الاخير واحدا من اربعة خيارات يرتقب ان يبت فيها مجلس الامن في نهاية الشهر الجاري. والخيارات الثلاثة الاخرى هي العودة الى خطة الاستفتاء او تقسيم الصحراء او سحب بعثة "مينورسو". ولم تستبعد المصادر تبني المجلس موقفا توافقيا من اجل الافساح في المجال امام نجاح جهود الوسيط الدولي جيمس بيكر لاقرار تسوية في الميدان والابقاء على قنوات الحوار بين المغرب والجزائر في ظل التوتر السائد بين البلدين. الى ذلك، جدد وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى اسفه لمنطق "الابتزاز السياسي الذي تنهجه بوليساريو" حيال ملف الاسرى المغاربة الذين يرتقب وصول فوج جديد منهم يضم مئة اسير غدا الى البلاد. وحمل بن عيسى الجزائر "مسؤولية الاحتفاظ بالمحتجزين المغاربة فوق اراضيها منذ اكثر من عشرين عاما صاروا معه اقدم سجناء في العالم". واعتبر بن عيسى، خلال جلسة للبرلمان المغربي، انه من الصعب تفعيل اتحاد المغرب العربي "في وقت يوجد فيه احد اعضائه المؤسسين مهددا في سيادته ووحدته ترابه وامنه"،وان المغرب "لايمكنه قبول ان تتحقق وحدة الاتحاد المغاربي على حساب وحدة ترابه واستقلاله".