اتهم حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يقوده رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي الجزائر بالابقاء على "جدار التوتر" في العلاقة داخل المغرب العربي من خلال تقويض مساعي الوسيط الدولي جيمس بيكر في اقرار خطة الحل الثالث في الصحراء الغربية. وكتبت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها اليوسفي، أمس ان الجزائر لا تزال تعيش مخلفات الحرب الباردة "على رغم انتهاء تلك الحرب وسقوط جدار برلين وتحطم الحواجز بين واشنطن وموسكو". ودعت المسؤولين الجزائريين الى التمعن في الموقف الروسي الذي عبر عنه وزير الخارجية ايغور ايفانوف من دعم بلاده التسوية السياسية في الاقليم الصحراوي. وأضافت انه "فيما يتطور الموقف الروسي الذي كانت تتبناه الجزائر في اطار تقسيم مناطق النفوذ وتوجيه الصراعات والنزاعات الاقليمية، يراوح الموقف الجزائري مكانه". وهذه المرة الثانية في اسبوع يهاجم فيها الاتحاد الاشتراكي الجزائر على خلفية رفضها خطة بيكر القاضية بمنح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادة المغرب. وربط مراقبون بين تصاعد حدة الكلام بين الرباطوالجزائر وقرب تقديم بيكر تقريره الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان نهاية الشهر الجاري والذي من المرتقب ان يضمنه نتائج مشاوراته مع اطراف النزاع حول الموقف من الخطة السياسة لحل النزاع في الصحراء. وعبرت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" عن اسفها ان "تظل الجزائر متمسكة بالتوجهات نفسها وسجينة الطروحات حول الموقف من الصحراء المغربية". وزادت "اننا نهمس في اذن اخواننا الجزائريين بضرورة تجاوز مخلفات الماضي لمواجهة الحاضر والمستقبل باساليب جديدة ورؤى جديدة"، مؤكدة ان الابقاء على "تغذية جدار التوتر" لا يفيد العلاقات المغاربية ويؤثر سلباً على مستقبل الاتحاد المغاربي. واللافت ان تصاعد حدة الخطاب المغربي ازاء الجزائر يتزامن مع ترتيبات الاعداد للقمة المغاربية المؤجلة التي تتطلب قبل انعقادها المرتقب منتصف العام الجاري في الجزائر - التئام القمة المغربية - الجزائرية لتذويب الخلافات الثنائية حول الموقف من الصحراء والحدود المشتركة المغلقة قبل النظر في تأمين القمة الموسعة.