افتتحت سلطات الاحتلال الاسرائيلي العام الجديد بمزيد من عمليات القتل والاعتقال والدهم وهدم منازل الفلسطينيين، منذرة بتصعيد بطشها ضد المواطنين في ظل قرب وقوع الحرب المرتقبة على العراق. وقضى ستة فلسطينيين خلال اقل من اربع وعشرين ساعة، هم رضيع لم يتجاوز عمره عشرة ايام وثلاثة فتية وفلسطينيان آخران قالت مصادر عسكرية اسرائيلية انها قتلتهما اثناء محاولتهما تنفيذ عمليتين منفصلتين احداهما قرب كيبوتس زراعي اسرائيلي مجاور لقرية باقة الغربية، وآخر قالت انه تسلل الى مستوطنة في منطقة نابلس. كما هدم الجيش نحو 21 منزلا في القطاع واعتقل 22 فلسطينيا. استشهد الرضيع عبدالرحمن سامر على حاجز بيت ايبا وهو في الطريق الى مستشفى نابلس عندما عرقل جنود الاحتلال الاسرائيلي حركة سيارة الاسعاف التي تقله، فيما استشهد ثلاثة فتيان لم تتجاوز اعمارهم الخامسة عشرة عندما قتلتهم قوات الاحتلال الاسرائيلي بالرصاص قرب مستوطنة "ايلي سيناي" جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر اسرائيلية ان الثلاثة حاولوا التسلل الى داخل المستوطنة، وان احدهم كان يحمل سكينا، وهو ما نفاه ذوو الفتية ومصادر فلسطينية. والفتيان الثلاثة هم محمد عطية دواس 14عاما، وطارق زياد دواس 15عاما، وجهاد جمعة عابد 15عاما. وأصاب مقتل الفتية الثلاثة سكان القطاع بالصدمة لان عملية القتل جرت بدم بارد، فيما شعوب العالم كله تحتفل بالعام الجديد. وقالت مصادر طبية في مستشفى الشفاء في غزة في أعقاب الفحص الطبي الذي أجري على جثامينهم أن "تشوهات وآثار استخدام سلاح ابيض وجدت على أجسادهم"، مشيرة إلى تهشيم أطراف الجثامين الثلاثة التي أصابها الرصاص في الصدر. وبذلك يرتفع عدد الاطفال الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الاحتلال الاسرائيلي الى 190 طفلا خلال العام الماضي وحده. وطاولت الاعتداءات الاسرائيلية نحو 20 منزلا فلسطينيا في رفح على الحدود الفلسطينية-المصرية جنوبا، ما ادى الى تشريد عشرات العائلات في ظل احوال جوية شديدة البرودة. وقال شهود ل"الحياة" ان قوات الاحتلال أرغمت العشرات من أصحاب هذه المنازل على مغادرتها فوراً من دون أن تسمح لهم بإخراج إقامتهم أو أمتعتهم أو أغراضهم أو مقتنياتهم أو أموالهم، وباشرت بهدم المنازل. وتأتي هذه العملية في إطار إقامة ما يسمى "الجدار الفاصل" بين أحياء المدينة المتاخمة للشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر بهدف حماية قواتها والمستوطنين من هجمات فلسطينية ضدهم. كما قصفت قوات الاحتلال المتمركزة في محيط مستوطنة "نفية دكاليم" الجاثمة فوق الأراضي الواقعة غرب مخيم خان يونس منازل المواطنين في المخيم الغربي والحي النمساوي، ما الحق أضرارا فادحة بمنازلهم وممتلكاتهم من دون أن يصيب أحدا بأذى. وكانت قوات الاحتلال استهلت العام الجديد بالتوغل في الساعات الأولى منه في منطقة السطر الغربي شمال خان يونس ونسفت منزل عائلة الشهيد ياسين الآغا الذي أعدمته قوات الاحتلال في العاشر من شهر تشرين الثاني الماضي. والحق الانفجار أضرارا بمسجد وعشرات المنازل المجاورة لمنزل الآغا. في غضون ذلك، انسحبت قوات الاحتلال من مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع بعد أن اعتقلت 17 مواطنا من عائلة واحدة عائلة أبو اسعيد، منهم أشقاء شهيدين من أبناء العائلة، وهدمت أسوار عدد من المنازل وجرفت مساحات من الأراضي الزراعية واقتلعت أشجارا مثمرة. وجاءت عملية التوغل هذه في أعقاب انسحابها من منطقة مجاورة وسط القطاع هي مخيما البريج والنصيرات. واستهدفت عملية التوغل التي شارك فيها نحو 35 آلية عسكرية مقر "الجبهة الشعبية" في محافظة الوسطى المخيمات الوسطى، الذي فجرت مدخله بالقنابل واقتحمته وعاثت فيه فسادا، قبل أن تستولي على عدد من الوثائق غير المهمة وتغادره. وتصدى مقاتلون ومسلحون فلسطينيون من الفصائل المختلفة لقوات الاحتلال ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين لنحو ثلاث ساعات من دون أن تحقق شيئا. وادعى القائد العسكري للعملية في حديث مع صحيفة "يديعوت احرونوت" أن الهدف من العملية اعتقال مطلوبين وضبط أسلحة وذخائر، معترفا أن قواته لم تعثر على أسلحة في الأماكن التي استهدفتها. ورد مسؤول في "الشعبية" في محافظة الوسطى أن المقر الذي دهمته قوات الاحتلال هو مكتب جماهيري وإعلامي يقدم خدمات للسكان ولا يوجد فيه أسلحة أو مطلوبين، إلا إذا كانت سلطات الاحتلال تعتبر كل عضو في الجبهة مطلوبا بالنسبة إليها. ونفت مصادر فلسطينية ادعاءات القائد العسكري من أن قواته قتلت خمسة فلسطينيين، مؤكدة أن أحدا لم يستشهد أو يصب في العملية. اعتقالات في الضفة وفيما لم تتوقف اعمال الدهم وحملات الاعتقال العشوائية التي ينفذها جيش الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين، اقدمت وحدة من الجيش الاسرائيلي على اعتقال خمسة فلسطينيين من بينهم نضال الشيخ 21 عاما، ابن شقيق امين سر المرجعية العليا لحركة "فتح" في الضفة الغربية حسين الشيخ وسط مدينة رام الله امس. واصيب خلال عملية الاعتقال التي تمت على طريقة "الخطف" فتاة فلسطينية في التاسعة عشرة من العمر برصاصة في الصدر. ورجحت مصادر فلسطينية في حديث ل"الحياة" ان تكون عملية الاعتقال استهدفت ممارسة الضغوط على المسؤول الفلسطيني الذي سبق ان حاولت اعتقاله من منزله قبل اشهر. وشملت الاعتقالات امس عشرة فلسطينيين اخرين. من جهة اخرى، أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان الجيش الاسرائيلي فرض بعد ظهر امس نظام حظر التجول على مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور في الضفة الغربية بشكل مفاجىء وحتى اشعار آخر. وقال ان "مواجهات بالحجارة اندلعت بين الشبان الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين في حي المدبسة في مدينة بيت لحم تحديا لمنع التجول". كما القى شبان فلسطينيون في مخيم الدهيشة في المدينة زجاجات حارقة على دورية عسكرية كانت تعلن عن فرض حظر التجول. ورد الجنود باطلاق الاعيرة النارية وقنابل الغاز المسيلة للدموع.