دعا نائب المرشد ل"الاخوان المسلمين" المستشار مأمون الهضيبي الحكومة المصرية الى فتح قنوات للتعامل مع الجماعة ووقف الاجراءات الأمنية التي تستهدف قادتها واعضاءها. كان الهضيبي المرشح الوحيد لتولي منصب المرشد العام يتحدث في حفلة افطار رمضانية اقامتها الجماعة في فندق فاخر في ضاحية مصر الجديدة شرق العاصمة حضرها أكثر من ألف شخص من رموز الجماعة والشخصيات العامة وممثلي الاحزاب والقوى السياسية. واظهرت الحفلة مدى ثقة "الاخوان" في استمرار العمل العلني بعد وفاة مرشدها السيد مصطفى مشهور واصرارها على البقاء في بؤرة الضوء على رغم الاجراءات الحكومية. وخاب أمل من حضروا الحفلة ليشهدوا عملية تنصيب الهضيبي مرشداً. وهو قال ل"الحياة": "ان أحداً في الاخوان لم يعلن أن الحفلة ستقام لتنصيب المرشد. ولم يخب سوى أمل من كانت حساباتهم خاطئة". وأفادت مصادر في الجماعة أنه لن يعلن اسم المرشد الجديد ونائبيه قبل نهاية الاسبوع الجاري. ونفى الهضيبي في كلمته أي خلافات أو صراعات بين "الاخوان" على المواقع القيادية، وأوضح ان قادة التنظيم "رتبوا لأمر خلافة مشهور قبل وفاته بعد أن أكد الاطباء أن عودَته الى ممارسة العمل العام أمرٌ مستحيل"، واشار الى أن الجماعة "ستعلن لاحقاً ما ستستقر عليه بالنسبة الى المواقع الشاغرة". وعكست كلمة الهضيبي اسلوب قيادته للجماعة في المرحلة المقبلة. فعلى رغم انه دعا الحكومة الى مصالحة وحوار وفتح قنوات، حمّل الحكومات المصرية المتعاقبة مسؤولية التردي في الاحوال الاقتصادية وتفشي الفساد. وانتقد استمرار العمل بقانون الطوارئ لأكثر من 20 سنة. وأشاد بحكم المحكمة الدستورية الذي فرض الاشراف القضائي على الانتخابات البرلمانية لكنه لفت الى أن الحكومة في الواقع العملي تدخلت في الانتخابات "فلم تأت النتيجة معبرة عن الرغبة المطلوبة للشعب". كما انتقد استمرار محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية. وأسهب في الحديث عن قضايا الفساد وفرار رجال الاعمال بأموال المصارف وانهيار قيمة الجنيه المصري أمام العملات الاخرى. وحمل الهضيبي على اميركا واعتبرها "تعادي العرب والمسلمين" مشيراً الى "ضربها افغانستان ومساندتها الفاضحة لاسرائيل في جرائمها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وتهديدها الراهن بضرب العراق". وأضاف "ان الحقبة منذ منتصف السبعينات وحتى الآن شهدت صحوة إسلامية لا يمكن انكارها وان الحركة الفعالة فيها كانت للاخوان المسلمين التي تدعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وترفض العنف والارهاب وتسعى الى العمل السلمي في المجتمع المدني من خلال النظام العام والأسس القانونية"، مكرراً "ان الاخوان يدعون الى الحوار مع الآخر دون إجبار أو عنف ونحترم الرأي والرأي الآخر". وتحدث في الإفطار المهندس ابراهيم شكري رئيس حزب العمل الموقوف بقرار اداري، فأشاد على نحو فاجأ الحضور بجهود الحزب الوطني الحاكم في مصر ووصفه بأنه يقوم بجهود طيبة ويمثل نموذجاً يحتذى للاحزاب الاخرى في التوجه نحو الديموقراطية. وأكد أن الرئيس مبارك يبذل جهوداً في خدمة بلاده على مدى 24 ساعة على نحو يفوق الراتب الذي يتقاضاه اذا ما كان يتقاضى راتباً على ذلك. ثم تحدث بعد ذلك الدكتور حمدي السيد نقيب الاطباء والدكتور عبدالحي الفرماوي الاستاذ في جامعة الازهر والمفكر الاسلامي الدكتور محمد عمارة فأشادوا بدور "الاخوان" مؤكدين ان دعوتهم تقوم على الوسطية والاعتدال وأنها لا تعرف العنف، فيما آثر سامح عاشور نقيب المحامين وحامد محمود نائب رئيس الحزب الناصري أن تنصبّ كلماتهما صوب التهديدات الاميركية ضد العرب والمسلمين والتهديد بضرب العراق وأهمية الدعوة الى موقف عربي موحد لمواجهة ذلك.