علمت "الحياة" أن التنظيم الدولي ل"الإخوان المسلمين" استقر على اختيار المستشار مأمون الهضيبي مرشداً له، خلفاً لمصطفى مشهور الذي توفي قبل اسبوعين. وسينصب الهضيبي في غضون ساعات مرشداً للجماعة الأم في مصر، وبعدها سيُعلن مرشداً للتنظيم الدولي، مما ينفي اشاعات ترددت عن خلافات سواء داخل الجماعة أو بين أقطاب التنظيم الدولي حول توليه قيادة الجماعة والتنظيم. وأفادت مصادر في الجماعة أن الهضيبي وبقية أعضاء "مكتب الإرشاد" تلقوا خلال الأيام الماضية آراءً وردوداً من مسؤولي التنظيم الدولي في دول مختلفة حملت كلها تأييداً لاختيار الهضيبي حفاظًا على الجماعة، وحرصاً على عدم فتح أبواب الصراعات على موقع ظل دائماً من نصيب من يختاره "الإخوان" في مصر مرشداً لهم. ونفت المصادر ما تردد عن عزم شخصيات إخوانية غير مصرية الترشيح لموقع المرشد، وأكدت إتفاقاً عاماً بين "الإخوان" خارج مصر على اختيار الهضيبي للموقع. وكانت وفود تمثل "الإخوان" في دول عربية زارت مقر "الاخوان" في القاهرة للتعزية بوفاة مشهور، مما عكس موافقة "الاخوان" في الدول التي تنتمي إليها تلك الوفود على الخطوة المستقبلية التي سيستقر عليها "مكتب الارشاد" في شأن خلافة مشهور. وكانت آراء طرحت في السنوات الماضية في التنظيم الدولي طالبت بوقف احتكار المصريين لموقع المرشد له، إلا أن الأمر استقر على العمل بالعرف المعمول به منذ تأسيس التنظيم حتى لا يترجم الأمر على أنه انقسام بين "الاخوان"، خصوصاً في ظل الهجمة التي تتعرض لها الجماعات الإسلامية بمختلف مسمياتها ضمن الحملة التي تتبناها أميركا ضد الإرهاب. وأكدت مصادر "الإخوان" أن "مكتب الإرشاد" لن يعلن اسماء المرشحين لتولي موقع نائب المرشد لدى اعلان تولي الهضيبي موقع المرشد الذي سيحتاج إلى بعض الوقت حتى يستقر على اختيار نائب له أو أكثر. وأشارت إلى أن المرشحين للموقع ينتمون إلى جيل الوسط ممن التحقوا بعضوية الجماعة في سبعينات القرن الماضي. وأكدت المصادر أن الجماعة لن تحول تنصيب الهضيبي مناسبة احتفالية تفادياً لاستفزاز الحكومة المصرية، خصوصاً بعدما لاقى تنظيم "الإخوان" لجنازة المرشد استحساناً من جانب السلطات التي لم تجد صعوبة في تأمين الجنازة التي شارك فيها عشرات الآلاف من "الإخوان" من دون إخلال بالأمن.