بدأت في دار أوبرا القاهرة اليوم فاعليات الدورة الثانية لمهرجان الموسيقى العربية الجادة، وتستمر حتى 8 شباط فبراير المقبل، بمشاركة مصر وسورية ولبنانوالأردن والسودان والكويت. وقد افتتح المهرجان بحفلة سيمفونية في المسرح الكبير للدار، تتضمن مؤلفات للبنانية هبة القواس والمصري عزيز الشوان توفيّ في 1995 والسوري صفوان بهلوان. ويشتمل برنامج المهرجان على 10 حفلات تقدم على المسرحين الكبير والصغير لدار الأوبرا تنفذها أوركسترا القاهرة السيمفونية بقيادة اثنين من ابدع قادتها هما طرناجي وأحمد الصعيدي. تتنوع حفلات المهرجان - كما يقول مديره المايسترو المصري أحمد الصعيدي - بهدف المزج بين أكثر من نوع من أنواع الموسيقى المختلفة منها: السيمفونية، أوركسترا الحجرة، مؤلفات خاصة لآلة البيانو، مؤلفات لآلة الفيوليفة والبيانو، غناء بمصاحبة البيانو وموسيقى الوسائط الالكترونية المتعددة. وسبق لمصر وسورية ولبنانوالأردن والسودان أن شاركت في الدورة الأولى للمهرجان، الذي يقام تحت شعار "اتجاهات عربية لأعمال المؤلفين الموسيقيين العرب"، وتشارك في الدورة الثانية دولة الكويت ممثلة برشيدة ابراهيم، وهي من مواليد أندونيسيا في العام 1954، ودرست الموسيقى حتى العام 1970 في اندونيسيا ثم استكملت دراسة التأليف الموسيقي تحت إشراف المايسترو المصري الراحل يوسف السيسي في المعهد العالي للموسيقى والفنون في الكويت ثم انضمت إلى هيئة التدريس فيه، علماً أنها حصلت على الدكتوراه من جامعة تيمبل في مدينة فيلادلفيا العام 1996. وتتميز الدورة الثانية للمهرجان بحضور ملحوظ للمرأة، إذ تشارك في حفلاته 7 سيدات من المبدعات في مجال التأليف الموسيقي هن عواطف عبدالكريم ومونا غنيم وبهيجة حافظ رشيد مصر، وهبة القواس لبنان وأجنس رشيد الأردن ورشيدة ابراهيم الكويت. كما تتميز بتقديم مؤلفات اوركسترالية لمؤلفين يشاركون للمرة الأولى هم ضياء السكري وصفوان بهلوان سورية وعبدالله المصري لبنان ومحمد سعد باشا ورمزي صابر مصر. ويشارك في تمثيل لبنان في المهرجان جمال أبو الحسن، وهو أستاذ في الكونسرفتوار الوطني اللبناني ومؤسس فرع "مختبر الموسيقى على الكومبيوتر" الذي يعد الأول من نوعه في الشرق. وأبو الحسن أيضاً أستاذ الموسيقى في الجامعة اللبنانية - كلية التربية والمعاهد العليا للمعلمين. ونفذت له السيمفونية الباسيفكية القصيد السيمفوني لبنان 83، كما نفذت له أوركسترا واشنطن "المحبة" من كتاب "النبي" لجبران خليل جبران. وستقدم له في إطار المهرجان يوم 4 شباط فبراير المقبل "حفلة الوسائط المتعددة". والحفلة التالية للافتتاح موعدها 28 الجاري عبارة عن ريستال غنائي لأعمال راجع داود وكامل الرمالي وجمال عبدالرحيم ومونا غنيم وبهيجة رشيد وحسن رشيد وعلي عثمان وعلاء الدين مصطفى. والحفلة الثالثة "ريستال فيولينة وبيانو" لأعمال جمال عبدالرحيم ومحمد عبدالوهاب وعطية شرارة. والحفلة الرابعة هي لأوركسترا الحجرة وتقدم خلالها أعمال لراجع داود وعلي عثمان ومونا غنيم ورشيدة ابراهيم وطارق علي حسن. وفي الليلة الخامسة "حفلة سيمفونية" بقيادة نوري روحباري، يليه "ريستال بيانو وتشيللو" ثم "حفلة الوسائط المتعددة" و"ريستال بيانو" و"حفلة موسيقى الحجرة" وفي الختام، 8 شباط فبراير المقبل، "حفلة سيمفونية" لأعمال راجع داود وضياء السكري وباتريك بشاي وعبدالله المرسي. ويقول رئيس دار الأوبرا المصرية رئيس المهرجان الدكتور سمير فرج إن أهم أهداف المهرجان "ترسيخ الروابط الثقافية للشعوب العربية". ومن جانبه يرى مدير المهرجان المايسترو أحمد الصعيدي أن ليس هناك وسيلة أكثر فاعلية من الإبداع الفني لتأكيد الجوانب الايجابية في الهوية العربية التي يحاول البعض حالياً تشويهها باتهامها بالانعزال عن ركب الحضارة العالمية.