قدمت أوركسترا القاهرة السيمفونية افتتاحاً متميزاً للموسم الجديد 2015- 2016، في حفلتها الأولى التي أقيمت في المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي الذي قدم بدوره برنامجاً قوياً، سواء من حيث اختيار الفقرات أو جودة الأداء. وحملت الحفلة عنوان «كونشرتات البيانو لبيتهوفن (1)»، ما يعني أنها حلقة في سلسلة. وكانت البداية مع الكونشرتو الأول الذي تضمن برنامجه «افتتاحية أليونور رقم 3»، وكان الختام مع «شهرزاد» لريمسكي كورساكوف. نجمة الحفلة كانت عازفة البيانو الألمانية إيفا شوامكل التي عزفت كونشرتو بيتهوفن رقم1 في سلم دو الكبير مصنف 15، والذي صاغه بيتهوفن في الصياغة التقليدية للكونشرتو الكلاسيكي المكون من ثلاث حركات. ويظهر فيه تأثره في أولى مراحل حياته بكل من موتسارت وهايدن، إلا أن بصمات بيتهوفن الواعدة كانت واضحة فيه، وهذا ما استطاعت الحفاظ عليه هذه العازفة وتوضحه بشكل جيد وبمهارة تقنية. عقب الحفلة كان اللقاء مع المايسترو الصعيدي ليكشف خريطة الموسم، وقال: «برنامج هذا العام هدفه إثراء مكتبة الأوركسترا بأعمال جديدة وزيادة رصيده الفني وتكملة خطة إعادة بناء الفريق التى بدأت العام الماضي. وسوف يقدم الفريق أكثر من 60 حفلة على المسرحين الكبير والصغير. بيتهوفن بطل هذا الموسم، ونقدم له مجموعة كبيرة من المؤلفات تتصدرها الكونشرتات الخمسة من خلال أحدث نسخة ظهرت فى مجال النشر وكل كونشرتو يلعبه سوليست مختلف من ألمانيا وأميركا وهولندا والمغرب ومن مصر رمزي يس. وأضاف: «سنكمل سيمفونيات سبيليوس، ونعزف الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، وقدمنا الموسم الماضي الأولى والثانية والثالثة. كما سنقدم في شباط (فبراير) وآذار (مارس) لشومان سيمفونياته الأربع يقود ثلاثاً منها قادة زائرون. وابتدعنا هذا الموسم مجموعة حفلات تحت عنوان «موتسارتيانا» نهتم خلالها بمقطوعات لموتسارت لا تُعزف إلا نادراً. كما نقدم مجموعة كبيرة من الأعمال الكورالية الشهيرة، منها فانتازيا بيتهوفن، وهناك أعمال يعضها يقدم للمرة الأولى. كما هناك عرض في تشرين الأول (أكتوبر) لمقطوعة مندلسون حلم ليلة صيف تقدمه فرقة مسرح العرائس الإسباني مع الأوركسترا برؤية بصرية تعبر فيها العرائس عن الموسيقى». وعن الاحتفالات بالمؤلفين الموسيقيين، يقول: «سوف نحتفل بمرور 125 عاماً على ميلاد المؤلف التشيكي بوهسلاف مارتينو (1890-1959) الذي تقدم مؤلفاته للمرة الأولى في مصر.كما نحتفل بمرور 125 سنة على وفاة المؤلف الموسيقي فرانك سيزار، ونقيم مهرجاناً لدفورجاك (1841- 1904) لمرور 175 سنة على ميلاده ونقدم له مجموعة من أعماله. بالإضافة إلى مقطوعات متنوعة من عيون التراث لكبار المؤلفين أمثال برامز وبيزيه وسترافنسكي وتشايكوفسكي وبروكوفييف وبروكنر ورافيل وريتشارد شتراوس وخاتشادوريان وغيرهم». لكن أين المؤلفات المصرية والعربية؟ يجيب: «هذا العام هناك مجموعة كبيرة من المؤلفات تقدم تباعاً مع الحفلات الأسبوعية، منها أعمال لعزيز الشوان وجمال سلامة، كما خصصنا حفلة 4 حزيران (يونيو) 2016 لعزف أعمال مصرية وعربية تقدم للمرة الأولى». ماذا عن التمويل؟ يقول: «غالبية المراكز الثقافية والسفارات تساعد عن طريق تحمل جزء من نفقات العازف أو القائد الذي يأتي من بلادها، وأيضا لها دور في الاحتفالات بذكرى المؤلفين والورش التي تقام. وسيشارك عازفون من المغرب ولبنان وسورية، وتقدم الأوركسترا كونشرتو الربابة لمارسيل خليفة ومقطوعة للمؤلف السوري وعازف الكمان مياس يمان، ويشارك على البيانو العازف المغربي مروان عبدالله».