ركّز المشاركون في أعمال المنتدى الاجتماعي العالمي الثالث في بورتو اليغري أمس على نقاشات تطاول خصوصاً خطة عمل التيار المناهض للعولمة والبيانات التي ستصدر عن المؤتمر، بعدما أعربوا عن ارتياحهم لتعهد الرئيس البرازيلي لويس ايغناسيو لولا دا سيلفا بأن ينقل من بورتو اليغري الى دافوس رسالة "السلام والعدالة الاجتماعية". وقال لولا في خطاب ألقاه مساء أول من امس، في حديقة بوردو سول امام ثمانين الف شخص: "سأقول لهم ان العالم لا يمكن ان يستمر إذا ظل محكوماً بالنظام الاقتصادي الحالي". وأكد لولا الذي تناول مسألة الجوع والفقر وركز على الوضع البرازيلي وأوضاع أميركا الجنوبية التزامه بالمنتدى الاجتماعي العالمي قائلاً: "سأحضره أينما أقيم في الهند أو الصين..."، وأضاف انه دعي الى دافوس بفضل انتخاب شعبه له وأنه يعرف جيداً ان المشاركين في دافوس لا يحبونه، وأكد انه لن يتخلى عن المثل اليسارية التي اوصلته الى السلطة. ورأى ان الدول الغنية مسؤولة عن نصف الفقر في العالم فيما تتحمل "النخب الاميركية اللاتينية الفاسدة" مسؤولية النصف الآخر. ولم يتطرق الى الحرب ضد العراق، لكنه قال: "ما أجمل ان تصرف الدول الغنية أموالاً لتأمين الغذاء للفقراء بدل ان تصرفها لشن الحروب". ورأى مراقبون يشاركون في أعمال المنتدى ان الرئيس البرازيلي بدا في خطابه معتدلاً وصاحب خيارات عملية، وانه لم يعد بما لا يستطيع القيام به. وتردد أمس ان لولا لم يستقبل رئيس اتحاد المزارعين الفرنسيين جوزيه بوفيه بسبب كثرة انشغالاته. الى ذلك، احتلت الحرب الأميركية المحتملة ضد العراق الحيز الاكبر من النقاشات في بورتو اليغري. وفي هذا السياق، اعتمد نحو 500 من البرلمانيين اليساريين المشاركين في أعمال المنتدى قراراً ختامياً يؤكد "ضرورة تجنب الحرب في العراق" و"انهاء احتلال الاراضي الفلسطينية". وأكد البرلمانيون ان اي هجوم ضد العراق "يجرد الاممالمتحدة من الصدقية التي تحتاج اليها في مواجهة هذه المهمة ... والمفتشون يجب ان يستفيدوا من كل الوقت اللازم لمهمتهم". وعارض النظام العالمي الجديد الذي تريد واشنطن فرضه ومبدأ الحرب الوقائية الذي تعتمده. وتحضر المجموعة العربية المشاركة في المنتدى ومجموعات أوروبية لتوقيع عريضة ترفض الحرب وتدعو الى العودة الى المجتمع الدولي. ونظمت أمس تظاهرة في المنتدى ضد الحرب. ووجهت احدى جلسات الحوار دعوة لتبني الاقتراح الصادر عن المنتدى الاجتماعي الأوروبي الذي عقد في فلورنسا في ايطاليا في تشرين الثاني فبراير الماضي، والقاضي بالدعوة الى تظاهرة ضد هذه الحرب تنظم في كل دول العالم في 15 شباط فبراير المقبل. على صعيد آخر، بدأت امس نقاشات أدارها أعضاء في شبكة "أتاك" حول مسودة بيان مقترح تصدره الجمعيات الاهلية، تؤكد فيه التزامها بما يصدر عن المنتدى العام الماضي، وإضافة عناوين تساهم في ايجاد أجندة راديكالية وديموقراطية ومناهضة للامبريالية وللتمييز ضد المرأة وتحترم التعدد. في هذه المسودة تأكيد بأن "عالماً آخر ليس ممكناً فقط بل ضروري".