بورتو اليغري البرازيل - ا ف ب - انتقل المنتدى الاجتماعي العالمي الثاني في بورتو اليغري من الرفض المطلق الذي ميّز أعمال المنتدى الاول العام الماضي الى وضع اقتراحات ملموسة من اجل "عالم آخر ممكن" محققاً بذلك الهدف الذي وضعه لدورة سنة 2002. وتمثلت النتيجة الاجمالية في توجيه الدعوة الى تطبيق الديموقراطية داخل الاممالمتحدة او اقتراح انشاء هيئة اخرى قادرة على التدخل فعلاً وإنشاء محكمة دولية للديون الخارجية لدول الجنوب وإنشاء برلمان عالمي للمياه ومرصد لاسعار الادوية بغية تفادي استغلالات مختبرات الادوية الكبرى او حتى اقامة مجموعة ثماني جديدة مع دول مثل الهند والصين والبرازيل. وسيتم تعميق هذه المقترحات اثناء منتديات اقليمية، والاهم من ذلك ان الناشطين الذين سينطلقون مجدداً على هامش لقاءات دولية، سيحملون معهم هذه الاقتراحات. وانبثق توافق عن منتدى بورتو اليغري حول الانتقادات الجوهرية ازاء واشنطن. اذ تم التنديد في شدة بسياستها الاحادية وبتدخلاتها ودورها ك"شرطي العالم" على حساب الاممالمتحدة والحجة الاخلاقية الزائفة لمكافحة الارهاب، في حين ان المسألة تتعلق بحرب "سياسية". وبات "العم سام" الممثل بوجه جورج بوش جزءاً من التظاهرات على انواعها، اضافة الى صوره المشطوبة بعلامة "الارهابي الرقم واحد". ومما ساعد في ذلك ان الولاياتالمتحدة لم توفر فرصة واحدة من اجل تأجيج الاجواء السائدة المناهضة للاميركيين. اذ توالت تصريحات اكبر المسؤولين الاميركيين في الوقت نفسه الذي كان يعقد المنتدى الاجتماعي. ففي كانون الثاني يناير، أعلن بوش ان الحرب ضد الارهاب في بدايتها، وحذر ايران والعراق وكوريا الشمالية التي تهدد، برأيه، السلام العالمي. واكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول هذه التصريحات ولو انها تعدلت بعض الشيء بتضمينها دعوات الى "مكافحة الفقر"، ما رفع من حدة الانتقادات الموجهة الى واشنطن، على غرار ما فعل حائز جائزة نوبل للسلام لعام 1980 الارجنتيني ادولفو بيريز ازكيفال الذي انتقد الاستراتيجية الاميركية لعسكرة اميركا اللاتينية وتنبأ ب"فيتنام جديدة". ودفع التأثير المتزايد للقوى المناهضة للعولمة ب"القوى العظمى" في دافوس - نيويورك الى التشديد على ضرورة ادخال بعد اجتماعي على المنتدى الاقتصادي العالمي. ولدى بحث المواضيع نفسها، كل على طريقته، اقام الجانبان رابطاً بمبادرة من التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية. وجمع نقاش دام ثماني دقائق، ضمن برنامج معد سلفاً، احد منظمي المنتدى الاجتماعي كانديدو غزيبوفسكي والمدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي اندريه شنايدر. وبعد ذلك اتفق الرجلان على انه ما زال من المبكر جداً "لنتمكن من الالتقاء في مناقشة واسعة لأن تصوراتنا لا تتلاقى كثيراً"، بحسب غزيبوفسكي. وعلى رغم دعوة رئيس بيرو اليخاندرو توليدو الى اقامة جسر بين دافوس وبورتو اليغري، الا ان اقامة مثل هذا الجسر لم تكن من الاولويات في منتدى بورتو اليغري الذي جمع 60 الف شخص، اي ثلاثة اضعاف ما جمعه المنتدى الاول.