مثل كرة الثلج، تكبر حالياً حملة الاحتجاجات التي يقودها مثقفون اوروبيون كبار ضد الخطط الاميركية لشن حرب على العراق، خصوصاً ضد انتقادات وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ل"اوروبا القديمة" وما تتضمن من عجرفة وازدراء. ونشرت صحيفة "فرانكفورت الغماينه تسايتونغ" الالمانية المحافظة امس ردود 23 من كبار الفلاسفة والمثقفين الاوروبيين على واشنطن. وانتقد الفيلسوف الالماني يورغن هابرماس بشدة الانتقادات التي توجهها الولاياتالمتحدة الى المعارضة الاوروبية للحرب. وكتب في الصحيفة ان قول رامسفيلد بأن فرنساوالمانيا تمثلان "اوروبا القديمة" يشوه الحقيقة. واضاف: "في الواقع تمثل اوروبا في الازمة العراقية مُثل اميركا والديموقراطية والانفتاح وسياسة الاممالمتحدة حول حقوق الانسان" وتحدث عن هذه المثل ملاحظا ان المرء "يجدها على ما يبدو في اوروبا بدلا من العالم الجديد الذي يبدو قديماً". وكتب الفيلسوف الفرنسي جاك ديريدا ان تصريحات رامسفيلد "صاعقة ومشينة، وتؤكد كم ان مهمة الوحدة الاوروبية عاجلة". وقال المخرج النمسوي لوك بوندي، مدير مهرجانات فيينا، ان "الفضيحة تتمثل في وجود اناس ومجرمين يلعبون بالحرب ويطلبون من الآخرين الجلوس والبقاء سلبيين ازاء أمر سيحدث، لكن لا ضرورة لحدوثه". واضاف: "اذا كان رامسفيلد يتهم اوروبا العطشى الى السلام بازداء بأنها اوروبا القديمة فإن ذلك يشرفنا". وكتب الكاتب الفرنسي المغربي الاصل طاهر بن جلون يقول ان السياسة الاميركية "تأسست دائما على العجرفة واحتقار الآخرين، وحتى الآن الشعوب الفقيرة هي المقصودة بذلك، لكن الاوروبيين اصبحوا حالياً ايضاً ضحية هذا النقص في الحكمة وفي الاحترام". وتابع انه من المقلق معرفة ان حكومة بوش التي ركزت على الحرب بصورة عمياء تتصرف وكأن الشعوب العربية، والآن اوروبا ايضاً، لا أهمية لها. وانهى بالقول: "مجرد المعرفة بأن مصير هذا العالم يقع في أيدي مثل هؤلاء الناس يثير الخوف". اما الفيلسوف الالماني بيتر سلوتردايك فقال ان اوروبا القديمة "تقاد الآن بشرف من جانب المانياوفرنسا. والدولتان تشكلان الكتلة الطليعية للغرب الذي تعلم من حروب القرن العشرين وابتعد عن اسلوب البطولة التقليدية التي يتمسك بها أبطال من طراز بوش ورامسفيلد الذين يعتقدون ان الحرب هي التي تجعل الانسان حراً، وان القوانين والثقافة لا تطبق في اجواء صاحية". وكتب الكاتب السويسري ادولف موشغ ان اوروبا القديمة اصبحت جديدة على رغم انتقاد رامسفيلد، و"من واجب المانياوفرنسا تحذير صديقهما الذي انقذهما خلال الحرب العالمية الثانية من هتلر، وهما يحتفظان بالذاكرة، انما ليسا ملزمين بأن يتبعاه". واعتبر الكاتب الاسباني خورخي سمبروم ان بوش "هو المشكلة لا اوروبا، وطالما ان اوروبا تحاول منع حرب غير عادلة وغير منطقية فلا فرق ان كانت عجوزا او شابة". وكتبت الكاتبة الالمانية أليس شفراتسر التي اشتهرت بدفاعها عن حقوق المرأة وتعيش في باريس انه بدلا من ان تثبت الولاياتالمتحدة ذنب المدعى عليه - صدام حسين - علهيا ان تطلب منه ان يثبت انه غير مذنب. وقالت ان بوش "يدخل التفرقة بين اوروبا القديمة واوروبا الجديدة بعدما اتفق مع الرئيس الروسي بوتين على تقسيم سوق النفط".