نفت بلغراد الاتهامات الأميركية بأنها تؤوي القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش وغيره من المطلوبين بجرائم حرب، ووصفت الضغوط التي تتعرض لها بأنها انتقائية ومن دون مبررات. وقال رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش: "اذا كانت لديهم معلومات، كما يقولون، ينبغي ان يقدموها لنا، وحينذاك سيصبح واضحاً ماذ اذا كنا نرغب في التعاون مع محكمة لاهاي ام لا". وأضاف في حديث نقله تلفزيون بلغراد امس: "لا اعتقد اننا سنستطيع تلبية ما تريده اميركا بحسب الموعد الذي حددته، لأن المشكلة اننا نجهل مكان وجود ملاديتش في صربيا او خارجها". وأشار جينجيتش الى ان "المساعدات الاقتصادية الأميركية مهمة، ولكن عدم وصولها لن يسبب كارثة لصربيا". واعتبر انه "إذا لا تنظر واشنطن الى الأمور بواقعية، فإن الكلام سيتواصل كمسلسل تلفزيوني من دون نتيجة ملموسة". وإلى ذلك، وصف الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا العدالة في محكمة لاهاي بأنها "قضية اختيارية ومسألة انتقائية، يجري ترتيبها وتحريكها بحسب الرغبات والمصالح". وجاء ذلك تعقيباً على تصريحات السفير الأميركي لشؤون متابعة قضايا جرائم الحرب بيتر ريتشارد بروسبير الذي هدد خلال زيارته بلغراد بوجوب تسليم ملاديتش وغيره من المتهمين في موعد اقصاه نهاية آذار مارس المقبل "وإلا فإن الولاياتالمتحدة ستعيد فرض العقوبات على يوغوسلافيا". ساراييفو وبانيالوكا ويصل بروسبير اليوم الجمعة الى عاصمة صرب البوسنة مدينة بانيالوكا، للطلب من المسؤولين فيها القبض على زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وغيره من المطلوبين من محكمة لاهاي. وزار بروسبير ساراييفو امس قادماً من بلغراد، وهدد كيان صرب البوسنة بأنه سيواجه عقوبات صارمة إذا لم يتوقف عن مساعدة "قاعدة كاراجيتش" في مقارنة بين الأخير وتنظيم "القاعدة".