وسط اتهامات بأنها لم تضع خططاً لمرحلة ما بعد الحرب في العراق ابلغت ادراة الرئيس جورج بوش الكونغرس بأن الولاياتالمتحدة ستبقى "بحسب ما يستدعي الأمر" في العراق عقب اي حرب وذلك للمساعدة في عمليات اعادة البناء. وقالت الادارة في تقرير قدمته للكونغرس أول من امس "ما ان يصبح من الضروري... القيام بعمل عسكري ضد العراق فإن الولاياتالمتحدة ستلعب مع شركائها دوراً في المساعدة على تلبية الاحتياجات الانسانية ومتطلبات إعادة البناء والتحديات الادارية التي ستواجه البلاد عقب أي نزاع مباشرة". وأرسل التقرير الى الكونغرس في اليوم الذي انتقد فيه مركز بارز للابحاث الأمنية ادارة بوش لعدم اعدادها خطة ملائمة لعراق ما بعد الحرب قائلا ان هذا يهدد المصالح الاميركية والاقليمية على نحو خطير. وقدم هذا التقرير الخاص بجهود نزع اسلحة العراق بناء على قرار اصدره الكونغرس في تشرين الاول اكتوبر الماضي يجيز لبوش استخدام القوة ضد العراق. واكد التقرير مجدداً ان الادارة ترى ان العراق لم ينفذ حتى الآن مطالب الاممالمتحدة لنزع اسلحته وقال: "على النقيض نعتقد بأن العراق يعمل بنشاط من أجل عرقلة وافشال جهود التفتيش ويواصل الانكار". الى ذلك، اعتبر احد المعاهد الاميركية الذي يعنى بالسياسة الدولية ان الولاياتالمتحدة قد "تربح الحرب من دون ان تكسب السلام" في العراق وان عليها لتجنب هذه النتيجة ان تحدد مع حلفائها مرحلة ما بعد صدام حسين. وأتت هذه التوصية في مذكرة بعنوان "الخطوط العريضة لسياسة الولاياتالمتحدة في العراق بعد الحرب" وضعتها مجموعة عمل برعاية "مجلس العلاقات الخارجية" ومعهد "جيمس بيكر الثالث للسياسة العامة". وكرّس اكثر من نصف صفحات التقرير الواقع في ثلاثين صفحة لموضوع "الفرص والتحديات" التي يشكلها النفط العراقي الذي يصل الاحتياطي المثبت منه على ما اشارت الوثيقة الى 112 بليون برميل. ومجموعة العمل هذه التي تفصل وضع الحقول النفطية والبنى التحتية لهذا القطاع في العراق "بعد حربين كبيرتين وعقد من العقوبات"، تعتبر ان اعادة الانتاج العراقي الى مستواه ما قبل اجتياح القوات العراقية للكويت العام 1990 اي 5،3 ملايين برميل يومياً، قد يحتاج من 18 شهراً الى ثلاث سنوات. ويوضح التقرير ان الجهود الضرورية تتطلب "أعمالا ضخمة على صعيد البنى التحتية" الأمر الذي يتطلب ايضاً "مساعدة من كونسورتيوم دولي" مع "مشاركة وادارة عراقية". وذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تقرير في شأن التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في العراق ان الولاياتالمتحدة لم تستعد جيداً لمرحلة ما بعد الحرب. واضاف المركز في تقريره انه يتعين على الولاياتالمتحدة ان تبادر الى خطوات مباشرة تشمل تشكيل قوة امنية انتقالية وتعيين حاكم مؤقت ووضع خطة شاملة للتخلص من اسلحة الدمار الشامل العراقية. وأضاف: "الانتصار في السلام غالباً ما يكون أصعب من القتال في الحرب". وتابع: "حتى الآن فانه لا يواكب جهود الحشد العسكري وخطط الاغاثة الانسانية الطارئة ممارسات فعلية من جانب الولاياتالمتحدة او الاممالمتحدة او غيرهما من اجل تجهيز الموارد المدنية والعسكرية لمواجهة ما سيظهر من تحديات ضخمة لاعادة البناء ... مما يهدد بصورة خطيرة مصالح الولاياتالمتحدةوالعراقيين والمنطقة والمجتمع الدولي ككل".