أعربت موسكو عن التفاؤل في امكان التوصل الى حل سلمي للأزمة الكورية، وشددت على ضرورة منح بيونغيانغ "ضمانات مكتوبة" من اجل تهدئة مخاوفها. وجاء ذلك على اثر جهود وساطة قام بها نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيوكوف في بيونغيانغ لإنهاء الأزمة، بتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأعرب لوسيوكوف لوكالة "ايتار تاس" في ختام محادثاته في العاصمة الكورية الشمالية عن تفاؤله في امكان تجاوز الوضع الحالي الذي وصفه بأنه "خطير". وأضاف ان فتح قنوات اتصال بين واشنطن وبيونغيانغ يمكن ان يشكل "خطوة اولى نحو الوصول الى حل يرضي جميع الأطراف". في الوقت نفسه، شدد المسؤول الروسي على ضروة منح بيونغيانغ "ضمانات محددة" لأمنها وقال انه من الأفضل ان تكون في صيغة مكتوبة، مشيراً الى ان هذا واحد من الشروط المهمة التي تمكن كوريا الشمالية من تطوير علاقاتها مع جيرانها في شكل طبيعي. الى ذلك، بدأت الكوريتان الشمالية والجنوبية محادثات امس، في حين تحرص سيول على الضغط على بيونغيانغ لانهاء الازمة النووية من جهة وعلى درء جهود الشمال الشيوعي لتقويض تحالفها مع الولاياتالمتحدة من جهة أخرى. وتعتبر المحادثات التي تستمر طوال الاسبوع، اول اجتماعات بين الكوريتين منذ انسحاب كوريا الشمالية من معاهدة حظر الانتشار النووي هذا الشهر، ما عمق ازمة بدأت في تشرين الاول اكتوبر الماضي، عندما اعلنت واشنطن ان كوريا الشمالية اقرت بالعمل في برنامج سري للتسلح النووي. وتوقع محللون ان تقاوم كوريا الشمالية محاولات سيول وتركز على الحصول على المزيد من المساعدات الاقتصادية من الجنوب والإفادة من توترات ظهرت في الفترة الاخيرة في التحالف القائم بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة منذ 50 عاماً. وفي مطلع الاسبوع قالت صحيفة "رودونغ شينمون" الناطقة باسم الحزب الحاكم في كوريا الشمالية: "يجب ان يسلك كل الكوريين في الشمال والجنوب وفي الخارج طريق الوطنية والوحدة الكبرى لاحباط الخطوات الاميركية ضد الامة الكورية ووحدتها". وحضت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية سيول امس، على الصمود في مواجهة جهود كوريا الشمالية لتجنب بحث الازمة النووية. وقالت صحيفة "كوريا تايمز" في افتتاحيتها ان "الاجتماع الذي يعقده الجانبان على مستوى الوزراء لن يكون له معنى ما لم تكن المسألة النووية الحرجة على جدول الاعمال". وبدأت الاجتماعات بين الشمال والجنوب صباح امس، بمحادثات للصليب الاحمر في منتجع جبل كومغانغ الشمالي لبحث ترتيبات لمّ شمل الأسر المقسمة بين الكوريتين. وفي وقت لاحق، وصل وفد شمالي على مستوى وزاري الى سيول لاجراء محادثات. وستبدأ محادثات الوزراء اليوم وتتزامن مع محادثات في شأن خط للسكك الحديد يربط الشطرين.