حذر زعيم الحزب الحاكم في تركيا رجب طيب اردوغان أمس من توسيع نطاق الحملة الدولية لمكافحة الارهاب الى العراق. ونفى وزير الخارجية التركي صحة تقرير صحافي أميركي أكد أن أنقرة قررت السماح لواشنطن باستخدام قواعدها في الحرب المحتملة ضد العراق. وقال اردوغان في كلمة القاها امام كتلته النيابية "نبذل جهودا ديبلوماسية على صعيد عالمي لتجنب حرب قد تنشب في العراق". واضاف: "نناشد ضمير العالم ان لا تتخذ العملية التي بدأت كحملة لمكافحة الارهاب ابعاداً مبالغاً فيها". وتتعرض تركيا، الدولة المسلمة الوحيدة في حلف شمال الاطلسي، لضغوط مكثفة من حليفتها الولاياتالمتحدة لتقديم دعم لها لتدخل عسكري محتمل ضد العراق. لكن تركيا تعارض الحرب ضد العراق خشية ان يؤدي عدم الاستقرار الى ضرب اقتصادها الذي يعاني اساسا من ازمة وان يحرك التطلعات الانفصالية للاكراد الذين يعيشون على جانبي الحدود بين البلدين في جنوب شرقي تركيا. واكد اردوغان انه يمكن حل الأزمة العراقية بشكل سلمي ودعا المجموعة الدولية وخصوصا الولاياتالمتحدة الى البحث عن سبل تتيح تفادي مواجهة مسلحة. وقال: "نعتقد ان صانعي القرار في العالم اجمع يجب ان يأخذوا في الاعتبار الدعوة المتنامية للسلام التي ظهرت في كل انحاء العالم من اجل مستقبل البشرية والحضارة". وتابع أن "من الممكن الوصول الى ذلك عبر جهود حلفائنا الاميركيين في اتجاه حل سلمي ومساهمة كل الدول في السلام". وخلص اردوغان الى القول ان "اتصالاتنا مع الدول المسلمة والولاياتالمتحدة بدأت في اعطاء نتائج ايجابية"، معبرا عن امله في ان "يسود المنطق السليم من اجل الوصول الى نتيجة". الى ذلك، نفى وزير الخارجية التركي يشار يكيش أمس صحة تقرير صحافي ذكر ان انقرة قررت السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها في هجوم على العراق إذا أصبحت الحرب حتمية. ورداً على اسئلة الصحافيين في انقرة عن تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية أوضح الوزير "قلنا ان الحكومة أعطت رئاسة الأركان صلاحية مناقشة هذه المسألة مع نظرائهم العسكريين على المستوى الفني". وكان الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة زار أنقرة هذا الاسبوع وأجرى محادثات مع القادة العسكريين الأتراك ركزت على الدور المحتمل لتركيا في حال نشوب الحرب. وكانت "نيويورك تايمز" أفادت أمس ان تركيا قررت السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها في الحرب لكن الرأي العام سيجبر الحكومة التركية على الحد من حجم الخطط الاميركية بدرجة كبيرة. ونقلت عن يكيش قوله ان حكومته طلبت من الجيش التركي وضع مشروع خطة للسماح بنشر قوة اميركية تكفي فقط لتحييد القوات العراقية المتمركزة في شمال البلاد حتى تتمكن قوة اميركية اكبر من مهاجمة بغداد من الجنوب. ونقلت عنه أيضاً قوله ان الحكومة التركية مقيدة في ما يتعلق بالسماح للاميركيين بنشر قوة كبيرة علي الاراضي التركية بالرأي العام الذي اظهرت استطلاعات رأي انه معارض بشدة لشن حرب على العراق. وأوضح ان أي خطة تركية يجب ان يوافق عليها البرلمان. وابلغ الصحيفة ان الخبراء العسكريين الاميركيين والاتراك لم يتفقوا بعد على خطة نهائية. وقال ان احد الخيارات التي يجري البحث فيها من اجل جبهة شمالية اضيق تتعلق بنشر قوة اميركية قوامها 15 الف جندي. وبمقتضى هذه الخطة ستهاجم كتيبتان اميركيتان قوام كل منها خمسة الاف جندي شمال العراق من نقطتين مختلفتين وتبقى كتيبة اخرى احتياطية.