جدد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز تأكيد ان بلاده تعارض اي قرار جديد يصدر عن الاممالمتحدة في شأن عودة مفتشي الاسلحة. وأعلن ان العراق لن يهاجم اي دولة في المنطقة في حال تعرضه لهجوم اميركي، لكنه اضاف "سنقاتل بفاعلية بالغة اذا هاجم الاميركيون العراق"، وحذر من ان هذا الهجوم "سيسيء الى العلاقات بين الشعبين العراقي والتركي". بغداد، انقرة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - جدد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز خلال مؤتمر صحافي عقده في انقرة أمس التأكيد ان العراق يعارض اي قرار جديد يصدر عن الاممالمتحدة في شأن عودة المفتشين، واعتبر "هذا الاقتراح الصادر عن الولاياتالمتحدة غير مقبول". واضاف: "ليست هناك ضرورة لاصدار قرار جديد ... القرارات الحالية الصادرة عن مجلس الامن المتعلقة بعمليات التفتيش كافية لينجز المفتشون عملهم. والاقتراح الاميركي غير مقبول ليس فقط من العراق وانما ايضاً من مجلس الامن لأنه ليس هناك داع لقرار جديد. فقرارات المجلس المتعلقة بالتفتيش صالحة وكافية كي يؤدي المفتشون عملهم باتقان". وأوضح ان "هناك اتفاقاً في شأن المواقع الرئاسية ابرم في شباط فبراير 1998 بين الحكومة العراقية و الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. فالسيد انان وانا شخصياً وقعنا مذكرة تفاهم في شأن كيفية دخول هذه المواقع، وما زالت المذكرة سارية". ويسمح الاتفاق ل "مجموعة خاصة" تضم خبراء في الأسلحة تابعين للامم المتحدة وديبلوماسيين كبار بتفتيش هذه المواقع. واعتبر اتهام واشنطنلبغداد بالسعي الى حيازة أسلحة دمار شامل "ذريعة". فلو كان قلقهم حقيقياً لسعدوا بتوصل العراق ورئيس مفتشي الأممالمتحدة عن الأسلحة هانز بليكس لاتفاق حول استئناف عمليات التفتيش". وقال طارق عزيز في مقابلة أجرتها معه محطة "ان.تي.في" التلفزيونية التركية ان العراق اكتسب خبرة من العمليات العسكرية بعد حرب الخليج، مشيراً الى انه من المحتمل سقوط خسائر بشرية كبيرة. وأضاف "العراق قوي. اذا هاجم الاميركيون سنقاتل بفاعلية بالغة". الى ذلك أعلن المسؤول العراقي ان بلاده لن تهاجم اي دولة في المنطقة في حال تعرضها لهجوم اميركي، موضحاً "لن نقوم بعمليات انتقامية ضد اي كان في المنطقة باستثناء المعتدي الاميركي الذي يغتصب اراضينا". وحذر من ان الهجوم الاميركي "سيسيء الى العلاقات بين الشعبين العراقي والتركي". وكان طارق عزيز اكد الثلثاء ان العراق لن يعتبر تركيا التي تستضيف في قاعدة انجرليك جنوبتركيا طائرات حربية اميركية وبريطانية، دولة صديقة في حال قررت وضع قواعدها تحت تصرف الاميركيين. وأضاف ان بلاده لا تملك صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف استراتيجية في تركيا. وانتقد تركيا لسماحها للمقاتلات الاميركية والبريطانية باستخدام احدى قواعدها في تطبيق الحظر الجوي فوق شمال العراق. وقال ان الحرب "ستحدث فوضى في المنطقة كلها وستتأثر تركيا بذلك". ورأى ان "التحريض على الحرب لا يشكل تهديداً للعراق وحده وانما للمنطقة كلها، وخصوصا تركيا. وبالتالي نحن شركاء في المصالح والمخاوف"، وزاد: "ينبغي ان يقودنا هذا للعمل معاً لمنع العدوان الاميركي على العراق بالوسائل السياسية المتاحة". ولفت الى انه "مع وجود العراق لا تعاني تركيا من تهديدات امنية،. لكنها عانت من تلك التهديدات لأن الادارة العراقية غير موجودة هناك" في اشارة الى شمال العراق. ورد مسؤول برلماني عراقي على اعلان وزير الخارجية الاميركي كولن باول حول معارضة الولاياتالمتحدة عودة المفتشين الى بغداد الا بعد صدور قرار جديد لمجلس الامن "يزيد عزلة الولاياتالمتحدة في المجتمع الدولي، ويكشف طبيعة ما تضمره للعراق وللمنطقة". وقال نائب مسؤول لجنة العلاقات الدولية في البرلمان العراقي حازم باجلان: "ان الموقف الاخير للادارة الاميركية كان متوقعاً اذ حاولت ان تجعل في السابق من مسألة التفتيش ذريعة لشن الحرب على العراق، بحجة انه يمنع عودتهم، وهي اليوم تتمسك بالذريعة نفسها، ولكن في الاطار المعكوس فهي تمنع عودتهم لان العراق فتح ابوابه امامهم من دون قيد او شرط". وختم بأن "التلويح بالحرب لن يزيد العراقيين الا اصراراً على نيل حقوقهم العادلة والدفاع عن بلدهم وكرامتهم".