ذكر المكتب الدائم لمنظمة الأغذية والزراعة الفاو في القاهرة في دراسة صدرت اخيراً أن عدد من لا يملكون حاجتهم من الغذاء في العالم بلغ نحو 800 مليون شخص، وأنهم يتركزون في 93 بلداً نامياً وتحتل افريقيا المرتبة الأولى. وأكدت الدراسة أن حالات الوفاة اليومية للأطفال نتيجة سوء التغذية بلغت نحو 11 ألف حالة بمعدل طفل كل ثماني ثوان. وعلى رغم خطورة الاحصاءات لا يزال المجتمع الدولي مُقصراً في حقوق الجوعى، باستثناء بعض محاولات تجرى على استحياء من منظمة المعونة الغذائية الدولية التي انخفضت معوناتها من الحبوب من 15 مليون طن الى 8 ملايين في الآونة الاخيرة، نظراً الى تراجع تعهدات البلدان المانحة عن الدعم، ما كان له بالغ الأثر في ضحايا قُدر عددهم بنحو 50 مليون شخص. ورفعت منظمة الأغذية والزراعة الفاو شعار "المياه عماد الأمن الغذائي لأجل الانتاج الزراعي" بديلاً عن الاعتماد على المنح والمعونات التي صارت مرتبطة بالأجواء الدولية. وتنوي منظمة الأغذية والزراعة ان تلفت انتباه الرأي العام العالمي الى خطورة الوضع وضرورة تداركه على قاعدة "التنمية الطويلة الأمد" وستقدم رسالة من الجائعين تطلب الاستفادة الحقيقية من التقنيات المكتسبة لإدارة المياه، في المنتدى الثالث للمياه المزمع عقده في اليابان من 16 الى 23 آذار مارس المقبل، مع توضيح ان العالم مستقبلاً يحتاج من الاغذية الى زيادة قدرها 60 في المئة لن يوفرها الا التكثيف الزراعي مدعوماً بالري.