عقدت في نيروبي امس جلسة افتتاح مفاوضات السلام السودانية في حضور وزير الخارجية الكيني ووسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا إيغاد ووفد "الحركة الشعبية لتحرير السودان". لكن الوفد الحكومي السوداني تغيب عن اللقاء وانتدب سفير السودان لدى كينيا علي عبدالرحمن النميري لالقاء كلمته في الافتتاح. وعلمت "الحياة" أن الوسطاء عقدوا جلسة مغلقة مع النميري وممثل "الحركة الشعبية" نيال دينغ مساء أمس، للبحث في مسألة تغيب وفد حكومته والخلاف على جدول اعمال المفاوضات. وتساءل النميري في كلمته التي تلقت "الحياة" نسخة عنها عن "الحكمة والهدف من الاصرار على عقد هذا اللقاء على رغم مطالباتنا المتكررة. هذا الموقف وضع الحكومة السودانية في موقف محرج، وجعلها تبدو وكأنها تعاند الاطراف الاخرى. ولذلك فإننا لا نقبل اي مسؤولية عن هذا الوضع، او عن اضاعة الوقت والمال نتيجة لهذا الاصرار". وتابع أن "موقف حكومتي ليس نابعا من فراغ، فهي اجرت اتصالات عدة مع رئيس المفاوضات الجنرال الكيني لازراس سيمبيو كتابة وشفاوة، عارضة ترتيبات بديلة. وكان احد هذه الاقتراحات اعلان ان هذا الاجتماع هو اللقاء الوارد في مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية التي وقعها الطرفان في تشرين الثاني الماضي، وان تجري محادثات جانبية في شأن سبل مناقشة قضية المناطق الثلاث". والمناطق المعنية هي جبال النوبة وابيي وجنوب النيل الازرق، وهي مناطق يسيطر المتمردون على اجزاء منها. وشدد على أن "الاتفاق الموقع في 18 تشرين الثاني ينص على مواصلة محادثات ايغاد في كانون الثاني يناير من حيث توقفت، ولكن ليس هناك اتفاق على عقد محادثات لمناقشة قضية المناطق الثلاث في هذا الموعد". وأكد أن "مسألة المناطق الثلاث ستظل في نظرنا خارج اطار ولاية مبادرة ايغاد". وختم: "نطالب باستئناف فوري لمفاوضات ايغاد، ووفدنا جاهز للسفر الى نيروبي في اللحظة التي يتلقى فيها اخطارا بعقد الاجتماع". وفي الخرطوم، اعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل أن المبعوث الرئاسي الاميركي جون دانفورث سيجري محادثات مع المسؤولين تهدف الى تسريع خطوات السلام. واوضح انه سيناقش مع دانفورث اسباب تمسك الوسطاء بمناقشة قضية المناطق الثلاث وتجاوز مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين". وسيلتقي دانفورث ايضا صلاح الدين وزعيم حزب الامة الصادق المهدي ونائب رئيس الحزب الاتحادي أحمد الميرغني، كما ينتظر ان يعقد مؤتمرا صحافيا اليوم. وكان دانفورث عقد لقاءات مع المعارضة في اريتريا، ونقل عنه نائب الامين العام ل"التجمع الوطني الديموقراطي" شريف حرير اعرابه عن استغرابه الموقف الحكومي وقوله "انني احمل سؤالا محددا الى الخرطوم هو لماذا لم ترسل وفدها الى نيروبي؟ وما هو موقفها من السلام؟". وعلق الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان على موقف الخرطوم معتبرا أنه "يمثل تحديا للمجتمع الدولي والوسطاء". ورد مقاطعة الحكومة المفاوضات الى "عدم حملها رؤية واضحة لقضية المناطق المهمشة". وزاد: "حتى اذا تم اتفاق في قسمة السلطة والثروة فهناك قضايا العاصمة القومية ومؤسسة الرئاسة والمصرف المركزي".