تكاثر المرشحون الديموقراطيون إلى انتخابات الرئاسة الأميركية التي تجرى العام المقبل، فيما ترك انسحاب آل غور النائب السابق للرئيس الأميركي من السباق الرئاسي، الحزب من دون قائد حقيقي لمواجهة الحزب الجمهوري. ومنذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي، تقدم خمسة ديموقراطيون رسمياً بترشيحاتهم، وكان آخرهم السناتور عن ولاية كونيتيكت جوزف ليبرمان الذي خاض السباق الرئاسي إلى جانب غور عام 2000. وسبق ليبرمان إلى الترشيح، الحاكم السابق لفيرمونت هوارد دين وعضوا مجلس الشيوخ جون كيري مساتشوسيتس وجون إدواردز كارولاينا الشمالية والنائب ديك غيبهارد ميسوري الزعيم السابق للأقلية الديموقراطية في مجلس النواب. ويمكن أن يقوم بالخطوة نفسها في الأسابيع المقبلة، عدد آخر من الديموقراطيين من بينهم السناتور بوب غراهام فلوريدا الذي ترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وزميله عن ديلاوير جوزف بيدن الرئيس المنتهية ولايته للجنة الشؤون الخارجية، إضافة إلى القس الأسود آل شاربتون. وقال آخرون إنهم يفكرون في خطوة مماثلة، وبينهم السناتور السابق عن كولورادو غاري هارت والقائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي الجنرال ويسلي كلارك. وكان هارت يتمتع بأكبر الفرص بين المرشحين الديموقراطيين في 1988، قبل أن تنشر الصحف صورة ظهر فيها وهو يحضن عارضة أزياء، ما قضى على طموحاته السياسية. ويفسر تدفق المرشحين هذا خصوصاً ب"الفراغ" الذي تركه منذ كانون الأول ديسمبر الماضي، قرار آل غور عدم السعي إلى ترشيح الحزب. ورأى آلان ليشتمان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في واشنطن أن "تراجع غور عن الترشح فتح باب الترشيحات في الحزب على مصراعيه". وأضاف الخبير نفسه: "إنها قبل كل شيء منافسة على زعامة الديموقراطيين المحرومين من قائد والذين زعزعتهم هزيمتهم في الانتخابات الاشتراعية في تشرين الثاني الماضي"، موضحاً أنه "في هذه الحالة أي شخص يتصف ببعض المؤهلات يتمتع بفرص للفوز" بهذا الترشيح. وعبر كارول دوهيرتي الخبير في مركز "بيو" للأبحاث لمراقبة الانتخابات في واشنطن عن الرأي نفسه. وقال إن "أياً من المرشحين المتنافسين أو المحتملين لا يختلف عن الآخرين وهذا الوضع سيطول على الأرجح". وأفاد استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب في بداية الشهر الجاري، أن ليبرمان سيحصل على 17 في المئة من الأصوات، يليه عضوا مجلس الشيوخ كيري 16 في المئة وإدواردز 13 في المئة. هيلاري كلينتون أما هيلاري كلينتون عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك والتي قالت إنها لا تعتزم الترشح على الأقل لانتخابات العام المقبل، فحصلت على 30 في المئة من أصوات الأشخاص الذين سئلوا عن الشخصيات التي يفضلونها في الحزب. وقال لاري ساباتو مدير معهد الدراسات السياسية في جامعة فرجينيا: "على رغم الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها جورج بوش، يميل المرشحون الديموقراطيون إلى الدخول في مواجهة معه، لأنهم يتذكرون بيل كلينتون الذي كان في 1992 حاكم أركنساو المجهول". وفي وقت تخلت كل الشخصيات في الحزب الديموقراطي عن التنافس مع جورج بوش الأب الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة بعد الانتصار الذي تحقق في حرب الخليج، كان بيل كلينتون الوحيد الذي أدرك نقطة ضعف الرئيس المنتهية ولايته وسط انكماش الاقتصاد. وقال آلان ليشتمان إن جورج بوش "يبدو أكثر قابلية للهزيمة مما كان منذ عام". ورأى أن الوضع الاقتصادي الهش وإعلان الرئيس خطته للانتعاش الاقتصادي التي تبدو في الغالب أنها لمصلحة الأغنياء والتناقض في سياسته الخارجية حيال كوريا الشماليةوالعراق، كلها أمور يمكن أن تشكل بداية تراجع شعبيته. شعبية بوش في أدنى مستوى وأشار آخر استطلاع للرأي نشرته "سي أن أن" بالتعاون مع "يو أس آي توداي" إلى تراجع شعبية بوش إلى أدنى مستوى لها منذ 11 أيلول سبتمبر الماضي. وحصل بوش في الاستطلاع الذي أجراه معهد "غالوب" المرموق على تأييد 58 في المئة من الأميركيين، في مقابل نسبة تأييد بلغت 63 في المئة الشهر الماضي. إلا أن شعبية بوش تظل في مطلع السنة الثالثة لولايته، أفضل من الشعبية التي كان يحظى بها الرؤساء السابقون: جيمي كارتر ورونالد ريغان وبيل كلينتون في الفترة نفسها من ولاياتهم. وكشف الاستطلاع عن تراجع في التأييد لسياسة بوش الخارجية الذي انخفض من 58 في المئة في تشرين الأول الماضي إلى 53 في المئة. من جهة ثانية، اعتبر 55 في المئة من الأميركيين أن الرئيس لا يعطي الانتباه الكافي للوضع الاقتصادي، فيما رأى 41 في المئة العكس، واعتبر اثنان في المئة أنه يعطي انتباهاً زائداً. أما الذين يؤيدون احتلال العراق فازدادوا من 55 إلى 56 في المئة.