قتلت وحدات من الجيش الجزائري 15 عنصراً من جماعة مسلحة تنشط على الحدود بين ولايتي بسكرة وباتنة خلال عمليات تقوم بها منذ نهاية الأسبوع الماضي وتُستخدم فيها المدفعية والطائرات الحربية. ويعتقد بأن القتلى ناشطون في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي كانت وراء الهجوم الذي نفذ قبل أيام وأسفر عن مقتل 49 عسكرياً واصابة نحو 19 آخرين بجروح خطيرة، في أكبر خسارة يُمنى بها الجيش منذ 1996. وأفادت مصادر محلية أن قوات الجيش التي تطارد مجموعة يعتقد بأنها تابعة ل"الجماعة السلفية" بزعامة حسان حطاب، تمكنت من قتل 15 عنصراً من هذه الجماعة التي تضم بين صفوفها نحو 400 عنصر بينهم قرابة 120 ينشطون في مناطق الشرق الجزائري. وبدأت قوات الجيش بقيادة اللواء سعيد باي الثلثاء الماضي عملية تمشيط، الأكبر منذ سنوات لملاحقة عناصر الجماعة المسلحة الذين يعتقد بأنهم أقاموا مركزاً متنقلاً في منطقة ثنية العابد في ولاية باتنة 400 كلم شرق العاصمة حيث نصب الكمين الذي راح ضحيته أفراد قافلة الجيش. وسهّل سقوط الثلج في أعالي هذه المنطقة الواقعة في مرتفعات جبال الأوراس، مهمة قوات الجيش بسبب خروج عناصر الجماعة المسلحة من الملاجئ خشية أن تسد الثلوج منافذها. وكتبت صحيفة "ليبرتيه" أن الطقس المثلج "أدى إلى تعقب آثار الإرهابيين والتقاطهم كالآرانب. وما زالت قوات الجيش تطارد بقية العناصر في عملية تمشيط واسعة مكنت من استرجاع عدد ضخم من الأسلحة كان عناصر الجماعة المسلحة غنموها في كمين نصبوه للجيش". وأفادت مصادر إعلامية ان عماري صايفي المدعو عبدالرزاق البارا، وهو الذراع اليمنى لحسان حطاب "أمير الجماعة السلفية"، ربما فقد عنصرين كبيرين من قيادة "المنطقة الخامسة" لهذا التنظيم المسلح. وقد انسحب عناصر الجماعة بعد اشتباكهم مع الجيش إلى مناطق وعرة في جبال منطقة ثنية العابد ومعهم على الأرجح جرحى ومصابون، وهو ما تشير إليه قطرات الدم المتناثرة على الثلوج. ونقلت صحف محلية عن شهود ان السكان سمعوا أصوات إطلاق كثيف للرصاص في الليلة ما قبل الماضية، وكانوا لاحظوا قبل ذلك تنقلاً مكثفاً لوحدات الجيش بمعدات ثقيلة.