أفيد أمس أن الأجهزة الأمنية الجزائرية تبذل جهوداً كبيرة لتطويق منطقة زرارة في نواحي بلدية مشونش بولاية بسكرة (400 كلم جنوب شرقي العاصمة)، في إطار ملاحقة قرابة 30 مسلّحاً نفّذوا أول من أمس هجوماً على قافلة من المظليين في الجيش الجزائري، قُتل منهم 9 وأصيب ما لا يقل عن 7 بجروح متفاوتة، بحسب تقديرات غير رسمية. وذكرت المعلومات المتوافرة أن قوات الجيش أطلقت عملية مطاردة في اتجاه جبال «وتسيلي» في ولاية باتنة التي تحد بسكرة، حيث يعتقد أن المنفّذين فرّوا نحوها. وينتشر في المنطقة، بحسب شهادات محلية، مئات الجنود وعشرات عناصر الاستعلامات والشرطة القضائية، كما تتعدد الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش. وتفيد شهادات موثوقة أن غالبية العناصر المسلّحة التي نفذت الهجوم، وهو الأعنف من نوعه في المنطقة منذ سنوات، صدرت ضدهم أحكام غيابية بالإعدام. ويُعرف عن المجموعات المتمركزة بين باتنةوبسكرة (بوابة الصحراء الجزائرية في الجهة الشرقية) أنها غالباً ما تلجأ إلى أسلوب «المباغتة» ضد أفراد الجيش وأعوان الحرس البلدي. وأفيد أن عدداً من القيادات العسكرية للناحية العسكرية الرابعة والخامسة تتابع عمليات توفير الإمكانات البشرية واللوجستية من أجل تتبع عشرات الفارين، ومنهم عناصر أجنبية من دول الساحل الافريقي، تنشط ضمن المنطقة الخامسة لتنظيم «القاعدة» (الجماعة السلفية سابقاً) والتي أسسها قبل عشرة أعوام عماري صايفي المكنى «عبدالرزاق البارا». وأوضح أحد المصادر أن عملية التمشيط التي يُستخدم فيها أسلوب المحاصرة وتضييق الخناق، تتم في اتجاهين، الأول من ولاية بسكرة شمالاً، والثاني من إقليم ولاية باتنةجنوباً، فيما توجهت فرق عسكرية نحو جبال «ثنية العابد» حيث تدور اشتباكات مع المجموعات المسلحة التي تحاول الإفلات من الحصار. وكانت قوات الجيش قتلت في المدة الأخيرة عدداً من المسلحين في موقع الهجوم ذاته الذي وقع أول من أمس. كما ألقت القبض على عدد آخر، ودمرت مخابئ عدة في عمليات تمشيط، واسترجعت أسلحة حربية وتجهيزات وكمية من الغذاء. وتمتلك المصالح الأمنية معلومات عن استعدادات من قيادات «الإمارة الشرقية» لتسليح نفسها بعد حجز شاحنة محملة بحوالي أربعة قناطير من مادة كيماوية، يعتقد أنها كانت موجهة لتصنيع القنابل، إضافة إلى كميات من المؤن، في منطقة جبلية تقع بين بلديتي شتمة ومشونش شرق عاصمة ولاية بسكرة بنحو 30 كلم. وتعتبر مشونش بين بسكرةوباتنة أحد أهم معاقل «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في المنطقة الخامسة.