قد تكون مررت في وقت سابق، شعرت فيه بعدمية الحياة، تتشابه فيه أيامك، وتمضي دون تحقيق أهدافك التي تملأ رأسك، رغم انشغالك الدائم وتعدد علاقاتك ما بين صداقة أو ارتباط او داخل نطاق العمل، لكنك في نهاية اليوم تعود لمنزلك خاليًا من رغبة القيام بأي شيءٍ كان حتى التحدث، تريد الراحة فقط لا أكثر. حتى يحدث ما كنت تريده وترغبه بشدة، في تلك اللحظة التي يدخل أحدهم فيها إلى حياتك، فيضيء ما كان معتمًا منها، ويمسك بيدك، ويرشدك، بل ويشجعك لتحقيق كل هدف كان نصب عينيك، فكل شخص يأتي إلى حياتك لسبب، في الوقت المناسب وفي اللحظة المناسبة، ليعطيك شيئا كنت تحتاج إليه بشدّة، حتى لو كان في مكان أو وقت لا تتوقعه. فهل حدث وكنت في المطار أو باحات الجامعة أو حتى وأنت تنتظر؟، والتقيت بأحدهم، فكان السبب الوحيد في تعلمك أمرًا كنت تحتاج إليه بشدّة، أو اخبرك بنصيحة، أو قول وجعلك تكتشف نفسك؟ -بالنسبة لي حدث- فأحيانًا تأتي الحلول المثالية من أشخاص لا نتوقعهم أو لا نعرفهم، فهؤلاء كان لقدر الله في دخولهم إلى حياتك في الوقت الذي يعلم أنك في حاجته بشدّة، وفي ذلك قول نُسب خطأً لأحلام مستغانمي يقول: "نحن لا نلتقي الأشخاص صدفةً، بل قدر لهم اعتراض طريقنا لحكمة" نعم حين تفكر بالأمر تجد أن الله سير كل شيء بين مدن، أو طرق، أو آلاف البشر، لتلتقي بذلك الشخص الذي يمسك بباب جزء من حياتك، ثم يترك أثره الطيب باقيٍ فيها. وحين يدخل شخص لحياتك، وتتفاعل معه لفترة زمنية، يؤثر على شخصيتك بطريقة أو بأخرى، فيجعلها رائعة أكثر ممّا رأيته فيك، أوعرفته عنك، فتجده يعلمك الحب، وكيف يكون الإهتمام، وتجده ملهمًا داعمًا نحو تحقيق أحلامك، أولئك الذين يشجعوننا لشق طريق ما يجب أن نريده ونصبو إليه، والذين يسعوا أن يجعلونا نسخة أفضل من أنفسنا، ويجعلوا ما ظنناه مستحيلًا ممكنًا، الذين وضعوا مرآة الحياة أمامنا، فرأينا دواخلنا المُشرقة، أولئك الذين يجعلونا نشعر بالامتنان لكل ما حصلنا عليه وأصبح لدينا، الذين كانوا كتفًا لرأس الحزن، وذراعًا لرجفة الخوف، في الحيرة وجدناهم أكثر الناس حكمة، وفي الخطأ أقربهم مغفرة، أولئك الذين لم يتركوا يد الباب ولوَّحوا بالرحيل، بل تمسّكوا به حتى بان أثر ذلك علينا، ولو خُيّرنا لاخترناهم مرةً أخرى.