أكد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أن القوات العسكرية تقف إلى جانبه وأنها لن تتردد في الدفاع عن الثورة. وقال أمام الآلاف من مؤيديه في كراكاس مساء أول من أمس: "هناك جيش جاهز للقتال من أجل فنزويلا". وتزامن تحذير شافيز مع دعوة المعارضة إلى قيام تظاهرة أمس في اتجاه مجمع عسكري في كراكاس. وسير انصار المعارضة مسيرة باتجاه المجمع العسكري الاساسي في العاصمة كراكاس المعروف باسم "فورت تيونا". وفيما كان المتظاهرون يتجمعون شرق كراكاس كان جنود من فرق مكافحة الشغب يتخذون مواقع عند مدخل "فورت تيونا" حيث اصطفت الاليات العسكرية واقيمت الحواجز لمنع المتظاهرين من التقدم. وكانت تظاهرة مماثلة في الثالث من الشهر الجاري أدت إلى وقوع مواجهات أسفرت عن مقتل شخصين. وجاء كلام شافيز أيضاً بعد إعلانه عن خطة لوضع مصانع ومستودعات الأغذية تحت سيطرة العسكريين، من أجل مد السكان بالمواد الغذائية الأساسية. وحذر الرئيس الفنزويلي في خطابه وقد أحاط به عدد من العسكريين في ثياب القتال، خصومه من أنهم يخاطرون بإيقاظ "عملاق نائم". وقال: "لن يقضى على هذه الثورة. والثورة غير قابلة للتفاوض". وأكد أنه لن يستجيب لمطالبة المعارضة باستقالته أو تنظيم انتخابات. وحذر الرئيس الفنزويلي أيضاً مديري المدارس العامة المقفلة دعماً للاضراب، مهدداً بإقالتهم كما حصل مع المضربين في شركة نفط فنزويلا العامة. وأضاف "سنقوم بكل ما يلزم من أجل استئناف الدراسة، ويمكن حتى إرسال عسكريين يحملون شهادات جامعية إلى المدارس ليعلموا ... يمكنني أن أعطي دروساً أنا أيضاً". كما هدد بالاستيلاء على المصارف التي انضمت إلى الاضراب. ووجه انتقادات لاذعة إلى خصومه الذين وصفهم بأنهم "إرهابيون" معززاً بذلك من مواجهته مع المعارضة، كما يذكي بما لا يدع مجالاً للشك الصراع السياسي في شأن حكم بلاده خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وانضم العاملون في المصارف إلى عمال قطاع النفط وبعض المدرسين وعمال أنشطة تجارية وصناعية أخرى إلى الإضراب الذي أدى إلى شل صادرات البلاد من النفط وهز أسواق الطاقة وتعطيل إمدادات الغذاء. واصطفت أعداد كبيرة من المواطنين أمام بعض المصارف المفتوحة التي تعمل لساعات قليلة فيما بدأ اتحاد العاملين في المصارف إضراباً عن العمل. إلا أن السلاح الأساسي في يد المعارضة يبقى تجميد شركة نفط فنزويلا العامة، نتيجة للإضراب الذي دعت إليه نقابة عمال فنزويلا واتحاد أرباب العمل والأحزاب اليمينية في مجموعة التنسيق الديموقراطي. وحاول خصوم الرئيس أول من أمس كسب مزيد من الدعم الدولي لكفاحهم لحمله على الاستقالة. إذ رحّب زعماء المعارضة المؤلفة من تحالف من الأحزاب السياسية والنقابات العمالية وجماعات رجال الأعمال بمساندة واشنطن لاقتراح يتضمن دولاً أخرى في الجهود الرامية إلى الخروج من المأزق. وتصاعد قلق العالم بعدما أسهم الإضراب في صعود أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في عامين إلى نحو 30 دولاراً للبرميل في وقت تستعد واشنطن لهجوم محتمل على العراق. وسافر مفاوض المعارضة تيموتيو زامبرانو والزعيم العمالي كارلوس أورتيغا وهو من ألد خصوم شافيز إلى الولاياتالمتحدة لعقد اجتماعات مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومسؤولين في الخارجية الأميركية. وتدرس الولاياتالمتحدة ودول أخرى أعضاء في منظمة الدول الأميركية إنشاء مجموعة "أصدقاء فنزويلا" لدعم الجهود الحالية للمنظمة في التفاوض على حل للصراع في فنزويلا. كما تبذل البرازيل أيضاً جهوداً مماثلة. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن البرازيل ستشارك في مجموعة "أصدقاء فنزويلا" التي تقترحها واشنطن إلى جانب الولاياتالمتحدة والمكسيك وتشيلي. ومن المحتمل أن تنضم إليها إسبانيا وممثل لأنان.