أعلنت فنزويلا انه يمكن ان تستأنف تصدير نفطها الى الاسواق بعد الاضراب العام الذي يشل هذا القطاع من خلال استخدام كوادر وعمال اجانب قادمين من منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك. ويشل الاضراب منذ الثاني من الشهر الجاري صادرات فنزويلا النفطية، العضو في "أوبك" وخامس مصدر وثامن منتج عالمي للنفط. وتلقت كراكاس قبل أيام دعم المنظمة من اجل تزويد زبائنها الاجانب بالنفط. كراكاس، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - اعلن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز انه مستعد للاستعانة بعمال نفط أجانب في محاولة لانهاء اضراب بدأته المعارضة قبل 12 يوماً وأدى الى اصابة صادرات فنزويلا النفطية بالشلل. وقال شافيز الذي يقاوم ضغوطاً هائلة من المعارضة للاستقالة ان الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك عرضت ان ترسل لفنزويلا فنيين للمساعدة في استئناف العمل في آبار النفط والمصافي والموانىء التي شلها الاضراب. وأضاف للصحافيين: "اذا تعين علينا التعاقد مع فنيين من دول اخرى فحينئذ سنفعل ذلك، وسيعيدون تشغيل كل قطاعات صناعة النفط". ونظم انصار وخصوم شافيز تجمعات صاخبة متضاربة أول من أمس ودعا مبعوث اميركي الطرفين المتناحرين الى احلال السلام. وقال توماس شانون نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون نصف الكرة الغربي للصحافيين في كراكاس بعد الاجتماع مع زعماء الحكومة والمعارضة أول من أمس: "نعتقد انه اذا لم تجد هذه الأزمة حلاً سريعاً فإننا سنكون على شفا فوضى". وزادت واشنطن الضغوط على شافيز بحضه على اجراء انتخابات مبكرة. وقال البيت الابيض في بيان: "الولاياتالمتحدة مقتنعة بأن الطريق السلمي الوحيد والقابل للتطبيق سياسياً للخروج من الأزمة هو اجراء انتخابات مبكرة". ورفض شافيز الذي انتخب عام 1998 ونجا من انقلاب لم يدم سوى فترة وجيزة في نيسان ابريل الماضي دعوات المعارضة المتكررة لاستقالته واجراء انتخابات مبكرة ولكنه لم يعلن رداً فورياً على دعوة واشنطن. وقال للصحافيين: "لا اعلم شيئاً عن أي بيان ولذلك لا يمكنني اعطاء رأي". وتؤيد واشنطن المحادثات المستمرة بين الحكومة والمعارضة والتي توسط فيها سيزار خافيريا الامين العام لمنظمة الدول الاميركية . ويحاول شافيز تخفيف الاضراب الذي قلص انتاج فنزويلا من النفط وشل عمليات شركة النفط الحكومية العملاقة بتروليوس دي فنزويلا وأدى ايضاً إلى اغلاق شركات ومتاجر وسبب نقصاً في الغذاء والبنزين في بعض المدن. واتهم شافيز المضربين "بمحاولة سلب عيد الميلاد من البلاد" ولكنه اكد ان الوضع عاد الى طبيعته. وقال: "لا شيء ولا يمكن لأحد ان يعطل الانتعاش الجاري في صناعتنا النفطية". ونفى المضربون الذين من بينهم قباطنة ناقلات النفط ومشغلو الموانئ ومديرو شركات النفط اعلان الحكومة استئناف صادرات النفط. وقالوا انهم لن يعودوا الى اعمالهم الا بعد استقالة الرئيس. وتجمع المئات من انصار شافيز خارج قصر الرئاسة أول من أمس وهم يرقصون ويطلقون الالعاب النارية. وقال موظف حكومي عمره 36 عاماً: "اننا ندافع عن رئيسنا وندافع عن صناعة النفط". وفي شرق كراكاس وهو معقل للمعارضة نظم مئات من المحتجين المعارضين مسيرة. وقال شافيز الذي فصل زعماء الاضراب في قطاع النفط انه قد يتم فصل المزيد من موظفي شركة النفط الحكومية. واضاف: "اذا تعين فصل 80 في المئة فسيتم ذلك". وفي رد على الدعوة الاميركية لاجراء انتخابات مبكرة قال وزير الخارجية الفنزويلي روي شاديرتون ان الحكومة "مفتوحة للافكار" ولكنه قال ان اي حل لابد وان يكون متماشياً مع الدستور الفنزويلي مردداً بذلك تصريحات شافيز نفسها. وقال شافيز الذي تنتهي فترة رئاسته الحالية في اوائل سنة 2007 ان الدستور لا يسمح باجراء استفتاء ملزم في شأن حكمه الا ابتداء من آب اغسطس المقبل، وتريد المعارضة اجراء انتخابات قبل ذلك. ويتهم المعارضون شافيز بأنه يحكم كديكتاتور ويجر الأمة نحو النظام الشيوعي على الطراز الكوبي . وقال شافيز انه يكافح اصحاب النفوذ الاقتصادي والسياسي القوي الذي يقاومون "ثورته". الاحتياط الاميركي قالت وزارة الطاقة الاميركية انها ستسمح لشركات نفط بتأجيل توريد شحنات مقررة لاحتياط النفط الاستراتيجي حفاظاً على وفرة المعروض خلال اضراب عمال النفط الحالي في فنزويلا. وتحقيقاً لهدف الحفاظ على وفرة المعروض النفطي في السوق الاميركية خلال الأزمة الفنزويلية، يتعين على الشركة التي تريد تأجيل تسليم شحناتها للمخزون الاستراتيجي التفاوض مع الوزارة في شأن تسليمه في موعد لاحق. وتورد الشركات نفطاً للمخزون الاستراتيجي كرسوم امتياز تسددها على النفط الذي تستخرجه بمقتضى عقود اتحادية لاستغلال حقول نفط. كما ترد شركات النفط بشكل منفصل احتياطات اقترضتها خلال فترة ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون من اجل دعم معروض زيت التدفئة في السوق المحلية في فصل الشتاء. وتريد ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الوصول بالاحتياط لأقصى مستوياته عند 700 مليون برميل بحلول سنة 2005. وقال مسؤول في وزارة الطاقة انه كان من المقرر تسليم اكثر من 1.5 مليون برميل اسبوعياً للمخزون خلال كانون الثاني يناير المقبل. وقرر الكونغرس تكوين احتياط النفط الاستراتيجي في منتصف السبعينات وكان من المتوقع ان يبلغ حجمه 600 مليون برميل في نهاية هذا الشهر.