كراكاس - رويترز - شددت المعارضة في فنزويلا من موقفها المناهض للرئيس هوغو شافيز بطلبها احتفاظ موظفي عمال النفط المضربين بوظائفهم كجزء من اي اتفاق يتم التوصل اليه لانهاء الازمة في خامس اكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم، ما يعقّد جهود الوساطة الدولية لحل الأزمة. وتجمع آلاف المتظاهرين في اربع نقاط في كراكاس مطالبين باستقالة شافيز. وقال حاكم ولاية ميرندا المعارض القريبة من كراكاس انريك مندوزا ان هذه التظاهرات تشكل "تجربة" اولية "للمسيرة الكبرى في كراكاس" التي تنوي المعارضة تنظيمها في موعد لم يتحدد بعد، والتي حذرت الحكومة من مغبة تنظيمها، مؤكدة انها ستمنع اي تظاهرة في محيط المقر الرئاسي. ورفض مسؤولو الحكومة الذين تعهدوا سحق الاضراب الذي مضى عليه 26 يوماً وطرد المنشقين من شركة "بتروليوس دي فنزويلا" المملوكة للدولة مطالب المعارضة المتزايدة. وقالت وزيرة العمل ماريا كريستينا اغليسياس: "لن نتعامل مع الخارجين على القانون". وتساءلت: "في أي دولة بالعالم يسمح لهؤلاء الذين يهاجمون العمود الفقري للاقتصاد بالاستمرار هناك". وتعهد المديرون والمسؤولون التنفيذيون المضربون في الشركة مواصلة الاضراب حتى يتنحى شافيز، ما ساعد على ارتفاع سعر النفط في بورصة نيويورك الى 32.55 دولاراً للبرميل، وهو اعلى سعر للخام منذ كانون الثاني يناير 2001. ويعقّد موقف المعارضة المتعنت جهود وسطاء دوليين لاجتياز المأزق بين شافيز وخصومه مع عزل الرئيس بالفعل عشرات من المسؤولين المضربين في شركة النفط الفنزويلية. واستأنف الامين العام لمنظمة الدول الاميركية سيزار غافيريا أول من أمس محادثات الوساطة بعد يومين من التوقف بسبب عيد الميلاد. وقال ان المفاوضين حققوا بعض التقدم في قضايا مثل الاصلاح الانتخابي وتجنب العنف. لكنهم لم يناقشوا مسألة اجراء انتخابات مبكرة. ومع دخول الاضراب اسبوعه الرابع اصطف فنزويليون كثيرون ساعات خارج محطات البنزين يتنافسون على امدادات الوقود الضئيلة، فيما استمر اغلاق المصارف في شكل جزئي وذكرت وسائل اعلام محلية ان الحكومة تتفاوض مع جمهورية الدومنيكان لمبادلة النفط بواردات الغذاء، اذ تضررت بعض السلع الاساسية من الاضراب. كما شحنت شركة "بتروبراس" النفطية البرازيلية 520 ألف برميل من البنزين الى فنزويلا بعدما اضطرت حكومة شافيز الى طلب مساعدة خارجية للتعويض في النقص في امدادات الوقود المحلية.