هدد الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز الذي يبذل جهودا مضنية لاستئناف صادرات بلاده من النفط التي اصيبت بشلل من جراء اضراب دعت اليه المعارضة بالاستيلاء على البنوك التي انضمت الى هذا الاضراب. وفي كلمتين ألقاهما الرئيس ذو التوجهات اليسارية وجه انتقادات لاذعة الى خصومه الذين وصفهم بانهم ارهابيون معززا بذلك من مواجهته مع المعارضة كما يذكي بما لا يدع مجالا للشك الصراع السياسي بشأن حكم بلاده خامس اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وفي كلمة حفلت بالعبارات الثورية الطنانة الممزوجة بعبارات لا تخلو من التهديد قال شافيز غاضبا وهم يحمل على خصومه لن يلحقوا الهزيمة بنا على اي ساحة من ساحات المعارك. وادى الاضراب الذي دعت اليه المعارضة في الثاني من الشهر الجاري الى تصعيد التوتر بين شافيز وخصومه الذين يطالبونه بالتنحي والدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة في البلاد. ويرفض شافيز الذي نجا من حركة انقلابية في ابريل الماضي مطالب المعارضة الخاصة باجراء انتخابات مبكرة. وانضم العاملون بالبنوك الى عمال قطاع النفط وبعض المدرسين وعمال انشطة تجارية وصناعية اخرى الى الاضراب الذي ادى الى شل صادرات البلاد من النفط وهز اسواق الطاقة وتعطيل امدادات الغذاء. واصطفت اعداد كبيرة من المواطنين امام بعض البنوك المفتوحة التي تعمل لساعات قليلة فيما بدأ اتحاد العاملين بالمصارف اضرابا عن العمل. وهدد شافيز الذي أعلن التأهب في صفوف القوات المسلحة تحسبا للاستيلاء على معظم منشآت النفط بالبلاد بان الحكومة قد تفصل او تعتقل المدرسين المضربين وتستولي على البنوك المضربة عن العمل كما قال انه قد يلجأ الى حجب التمويل عن الجامعات المشاركة في الاضراب. وقال شافيز يقولون انهم سيغلقون البنوك..حسنا.. سنطبق القانون واذا قاوموا فسنعزل المديرين او سنتدخل فعليا ويبدو شافيز كبطل يفني نفسه في خدمة الفقراء ممن اضرت بهم الطبقات الغنية الفاسدة من المجتمع. وانتخب شافيز عام 1998 وفق برنامج شعبي يدعو الى الاصلاح الاجتماعي. ويعيش معظم ابناء فنزويلا في فقر على الرغم من الثروة النفطية للبلاد. الا ان المعارضة تزعم انه بدلا من ان ينهض شافيز للوفاء بوعوده الانتخابية بالقضاء على الفقر فقد دفع بلاده الى ضائقة اقتصادية وحالة من الفوضى السياسية من خلال سوء الادارة والفساد والحكم الاستبدادي. وحاول خصوم شافيز كسب مزيد من الدعم الدولى لكفاحهم لحمل الزعيم اليساري على الاستقالة في فنزويلا اذ قال زعماء المعارضة المؤلفة من تحالف من الاحزاب السياسية والنقابات العمالية وجماعات رجال الاعمال انهم يرحبون بمساندة واشنطن لاقتراح يتضمن دولا اخرى في الجهود الرامية الى الخروج من المأزق الذي نشأ بسبب الخلاف على حكم الرئيس شافيز. وتصاعد قلق العالم بعد ان اسهم الاضراب في صعود اسعار النفط الى اعلى مستوى لها في عامين زهاء 30 دولارا للبرميل في وقت تستعد فيه واشنطن لهجوم محتمل على العراق. وتحصل الولاياتالمتحدة عادة على 13 في المئة من وارداتها النفطية من فنزويلا. ويعتزم مفاوض المعارضة تيموتيو زامبرانو والزعيم العمالي كارلوس اورتيجا وهو من الد خصوم شافيز السفر الى الولاياتالمتحدة لعقد اجتماعات مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ووزارة الخارجية الامريكية. وقال شافيز انه تحدث هاتفيا يوم الاربعاء الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. وقال زامبرانو في مطار كراكاس قبل مغاردته يهدف هذا الى شرح النزاع الفنزويلي وتكثيف جهودنا الدولية والتأكيد على ان هناك مزيدا من الاهتمام بالمشكلة الفنزويلية من المجتمع الدولي. وتدرس الولاياتالمتحدة ودول اخرى اعضاء في منظمة الدول الامريكية انشاء مجموعة اصدقاء فنزويلا لدعم الجهود الحالية للمنظمة في التفاوض على حل للصراع في فنزويلا. كما تبذل البرازيل ايضا جهودا مماثلة. وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان البرازيل ستشارك في مجموعة اصدقاء فنزويلا التي تقترحها واشنطن الى جانب الولاياتالمتحدة والمكسيك وشيلي ومن المحتمل ايضا اسبانيا وممثل للامين العام للامم المتحدة عنان. وقال اري فلايتشر المتحدث باسم البيت الابيض مازلنا نشعر بقلق بالغ بشأن الموقف المتدهور في فنزويلا. وتطالب المعارضة شافيز بقبول اجراء انتخابات في غضون ثلاثة اشهر من الان والموافقة على اجراء استفتاء غير ملزم على حكمه في فبراير شباط القادم الا ان الرئيس رفض هذه المطالب وهدد باللجوء الى المحكمة العليا فيما يقول ان الدستور لا يأمر الا باجراء استفتاء في اغسطس اب المقبل. ودعت المعارضة المتعاطفين معها الى الخروج في مسيرة ضخمة اليوم في العاصمة قرب مقر القيادة العسكرية للبلاد.