من بين البرامج التي تعتمد على العلاقة المباشرة والمتعددة الصلات والمحاور بالمشاهدين، يمكن الإشارة الى برنامج "القاهرة اليوم" الذي تعرضه قناة "أوربت" الثالثة على الهواء مباشرة. فهذا البرنامج يعتمد على أسلوب التوك شو، ولكن الحوارات فيه تبتعد بمقدار معين عن الاختصاص، فهو ليس برنامجاً سياسياً أو ثقافياً على رغم انه يحوي ويتضمن شيئاً أو أشياء من الاثنين وهو ليس برنامجاً فنياً على رغم ان المادة الأساسية فيه تأخذ الكثير من الفن. هكذا يمكن المشاهد أن يتابع البرنامج من دون أن يشغل باله بتصنيفه أو وضعه داخل فهم مسبق. البرنامج يكاد يكون يومياً يبث خمس مرات في الأسبوع وهذا ما يقربه من صيغة الجريدة أو المجلة، فهو لا يختار موضوعاً محدداً ويستضيف من أجله اختصاصيين كما تفعل برامج أخرى ك"سيرة وانفتحت" على تلفزيون "المستقبل" على سبيل المثال. بل على العكس يبدأ بأخبار يومية مأخوذة من الصحافة المصرية أو بأحداث مستجدة أخرى تهم المشاهد. المواضيع التي تهم المشاهدين. تغير أسلوب البرنامج كله وفقراته كما حدث في تغطية نهائيات كأس العالم لكرة القدم، إذ استضاف البرنامج كل يوم نجماً من نجوم السينما وخصوصاً الكوميديين منهم كسعيد صالح ويونس شلبي وسمير غانم وسيد زيان وغيرهم للاستماع الى علاقتهم بالكرة وطرائق تشجيعهم لفرقهم المفضلة، اضافة الى التعليق على النتائج والتوقعات. وهذا النوع من التغطية حدث في رمضان الماضي عندما تحول البرنامج الى خلية درامية لاستضافة نجوم مسلسلات رمضان والتعليق على حوادثها في بث حي وحيوي مع المشاهدين الذين أُلغي تشفير البرنامج من أجلهم حرصاً على انشاء علاقة واسعة بغير المشتركين وجذبهم الى المحطة لم لا، والأمر نفسه حدث في كأس العالم إذ تمت المشاهدة من غير المشتركين في أوربت أيضاً. يقدم البرنامج الثنائي عمر وأديب ونرفانا ادريس ويضيف تقديمهما مسحة جمال وحيوية خاصة على البرنامج الذي يستعين بضيوف أساسيين هم الممثلة رجاء الجداوي للاجابة عن أسئلة العائلة والمرأة وقارئة الفلك نهى بيومي والشيخ خالد الجندي للأسئلة الدينية والشيخ سيد لتفسير الأحلام والدكتور عبدالناصر عمر للاستفسار عن الأمراض والحالات النفسية. ويضاف الى هؤلاء بحسب الأيام التي يتواجدون فيها ضيوف تتم دعوتهم وفق تصورات فريق عمل البرنامج ككل، وهؤلاء غالباً ما يبقون الى العشاء الذي يعده الممثل حسين الإمام الذي يتميز فعلاً بمخيلة مطبخية لافتة ويجذب بدوره مشاهدين آخرين الى متابعي البرنامج ومحبيه. "القاهرة اليوم" يقدم، بهذا المعنى، مثالاً متفوقاً على البرنامج الذي يتمتع بالصفة الفنية والثقافية والدينية والعائلية والنفسية من دون أن يكون ثقيل الدم.