لم يكن حلم الفتاة الصغيرة نيرفانا ادريس الوقوف أمام كاميرا التلفزيون... لكن المصادفة وحدها قادتها الى هذا العمل. وفي سرعة شديدة أتقنت عملها وأحبته، ولمعت في تلفزيون الكويت، ثم انتقلت قبل نحو عامين إلى شاشة "أوربت" حيث حققت نجاحاً، ونالت العام الماضي لقب أفضل مقدمة برامج. "الحياة" التقتها وسألتها عن بدايتها... والمصادفة في حياتها وحدود المسؤولية الإعلامية، وماذا تعني لها "أوربت"، وما أفضل الحلقات التي قدمتها في برنامج "القاهرة اليوم"؟ متى بدأ حلمك الإعلامي؟ - لم يكن حلمي في الصغر العمل في التلفزيون. فعندما أنهيت دراستي في المرحلة الثانوية، اختار والدي لي دراسة الإعلام، وبعد مدة التحقت بالجامعة الاميركية في اختصاص آخر، لكن الإعلام استهواني أكثر وأكملت فيه دراستي وتخرجت عام 1988. وبعد تخرجي مباشرة، التحقت بتلفزيون الكويت حيث عملت 10 سنوات، إلى أن عدت إلى القاهرة. ومنذ نحو ثلاثة أعوام وأنا أعمل في محطة "أوربت". هل ترين أن "أوربت" تختلف عن الفضائيات الأخرى؟ - "أوربت" الأفضل بين الفضائيات، ليس لأنني أعمل فيها، ولكن بشهادة الجمهور، فهي تسعى إلى التميز والتفرد، وعلى مستوى الإدارة كل شيء يتم بعد دراسة طويلة، ويوظف كل إنسان في مكانه المناسب. وهذا هو رأيي في المحطة، مذ كنت في تلفزيون الكويت. وعموماً الإنسان يترك عمله بحثاً عن الأفضل، وهذا ما حدث معي. حقق برنامجك "القاهرة اليوم" الذي يُعرض على قناة "أوربت" الثالثة نجاحاً واسعاً منذ بثه على الهواء، ما عوامل نجاحه؟ - إذا تنقلت بين كل الفضائيات، اثناء توقيت عرض "القاهرة اليوم"، بين الحدية عشرة ليلاً والثانية صباحاً، لن تجد سوى قنوات الأفلام، وليس ثمة برنامج واحد يقدم المعلومة الحديثة أو يستضيف نجوماً... "القاهرة اليوم" برنامج للأسرة كلها، فيه المعلومة والترفيه والنجوم، فضلاً عن فقراته الثابتة التي تُعنى بأهم الحوادث والفتاوى الدينية وفقرة الأكل التي يقدمها الفنان حسين الإمام. نحن نقدم وجبة إعلامية متكاملة، هدفها إسعاد جمهورنا العربي في كل مكان. وهذا يأتي بجهد كل العاملين في البرنامج. كيف ترين مستقبل القنوات الحكومية في ظل القوة الفضائية؟ - القنوات الحكومية بدأت بتقليد الفضائيات، سواء في البرامج المذاعة على الهواء أو في الضيوف والنجوم، لكنها لا تتمتع بالحرية المتاحة للقنوات الخاصة، وحتى على مستوى طرح المواضيع أيضاً. فالقنوات الفضائية الخاصة أكثر جرأة وموضوعية من القنوات الحكومية، لذا أرى أن المستقبل سيكون لمصلحتها. ماذا عن الجوائز في حياتك؟ - الحمد لله، حصلت، على مدى 5 سنوات، على لقب أفضل مذيعة في الشرق الأوسط أثناء عملي في الكويت. وخلال عملي في "أوربت" نلت لقب أفضل مذيعة عن "القاهرة اليوم". لذا لا يرتبط نجاحي بقناة معينة. فأنا أحرص على أن أكوّن نفسي. وعموماً أنا أحب النجاح. هل لديك تفسير لحب الجمهور لك؟ - تضحك... أنا إنسانة بسيطة واضحة، وليس في حياتي أمور غامضة، ثم أنني لا أضع نفسي في مواقف تثير الناس، وأحرص على مظهري وكلامي، ولا استفز المشاهدين. ثمة قنوات تعتمد مذيعات يرتدين ملابس معينة لجذب المشاهدين، ما رأيك في ذلك؟ - هذه قنوات تجارية، هدفها تحقيق ارباح. وأنا عموماً لست مع هذه المحطات أو ضدها، لأنني شخصياً أسعى إلى الحفاظ على صورتي أمام الأسرة العربية كلها. هل تتذكرين أجمل حلقات "القاهرة اليوم"؟ - أرى أن "القاهرة اليوم" يفرح الأسرة العربية، من يوم السبت إلى الأربعاء، لأننا نحرص على إسعادها وإفادتها بالمعلومات في كل نواحي الحياة، وضيوفنا دائماً يكونون من النجوم في اعمالهم. ومن الحلقات الجميلة حوارنا مع أنيس منصور وكاظم الساهر وهاني شاكر وأحمد عدوية وشعبان عبد الرحيم. وحواراتنا مع النجوم مختلفة ومسلية، لأن فيها إظهاراً للجانب الآخرمن لحياتهم، وهذا ما يميزنا عن القنوات الأخرى. وكيف تواجهين مضايقات الجمهور؟ - في البداية كنت أواجهها بحال غضب داخلي، لكنني الآن أتعامل مع الموضوع بحرفية كبيرة. ما المسؤولية الإعلامية التي تقع على عاتقك؟ - تحقيق نجاح أكبر ل"أوربت"، مع الحفاظ على برنامجي وضيوفي وعلى المشاهدين. هل بكيتِ أمام المشاهدين؟ - طبعاً... مرات عدة. فمثلاً، كانت إحدى المشاهدات تتحدث إلى طبيب نفسي عن مشكلة صعبة تواجهها بعد مرور زوجها بأزمة مرضية شديدة، وقالت له إنها تفكر في الانتحار. عندها بكيت، وطلبت منها رقم هاتفها، وقلت لها إني صديقة لها دائماً.