أوقفت الشرطة أمس الشاهد الذي أرشدها الى سيارة حامل الامتعة الجزائري الاصل عبدالرزاق بصغير الذي اوقف في مطار شارل ديغول السبت الماضي وفي حوزته اسلحة ومتفجرات مخبأة في سيارته، في خطوة تعزّز الغموض المحيط بهذه القضية، فيما ذكرت مصادر أمنية فرنسية ان بصغير تحدث خلال استجوابه عن عملية انتقام عائلي ربما دبرته عائلة زوجته. وكان الشاهد الذي لم تكشف هويته، وعلم أنه جندي فرنسي، أبلغ رجال الأمن بوجود قطعة سلاح داخل سيارة بصغير المتوقفة في مرآب المطار حيث يعمل. وعثر في السيارة على مسدسين أحدهما رشاش وخمس قطع من المواد المتفجرة وصواعق معدة للتفجير. واعتقل بصغير في المطار كما تمّ اعتقال والده وشقيقيه وأحد اصدقائه لدى دهم منزل العائلة في بوندي ضاحية باريس. لكن أقوال المعتقلين لم تساعد المحققين في الكشف عن دوافع حيازة بصغير الترسانة التي عثر عليها في سيارته، كما ان الصمت الذي يلتزمه المتهم منذ اعتقاله وتأكيده انه عرضة لمؤامرة يزيدان الحيرة والتساؤلات. وتأرجحت فرضيات التحقيق بين نية القيام بعمل إرهابي أو عملية سرقة أو احتجاز رهائن. وفيما ذكرت أوساط الشرطة الفرنسية ان الهدف من توقيف الشاهد هو اضفاء المزيد من الوضوح على أقواله وعلى شخصيته. ونقلت صحيفة "لوموند" عن مصادر لم تسمها أن الشرطة أجرت مواجهة بين الموقوفين وان الشاهد تعرّف اليه بصفته الرجل الذي كان يقلب قطعة سلاح داخل سيارته في مرآب المطار. واعتبرت الصحيفة ان العثور داخل السيارة على منشور معادٍ لاسرائيل ووثيقة ذات طابع ديني وإنما غير إسلامي وعلى صفحات مجلة تحمل صور بدلات قائدي الطائرات ترجح كفة اعداد بصغير لاعتداء إرهابي. لكن أوساط الشرطة لا تزال تتمسّك بالحذر قبل توجيه أي تهمة محددة لبصغير خصوصاً انه مصرّ على انه هدف لعمل انتقامي وان هناك من وضع الأسلحة والمتفجرات داخل سيارته لالحاق الأذى به. وتجد هذه الفرضية ما يبررها في العداوة القائمة بين بصغير وأسرة زوجته التي توفيت في حريق نشب الصيف الماضي في منزلهما العائلي في ضاحية بوندي. وخلصت الشرطة الى ان الحريق عرضي بعدما اشتبهت في البداية بوقوف بصغير وراءه وعادت فبرأته. ودهمت الشرطة منزل ذوي الزوجة بحثاً عن نسخة من مفاتيح سيارة بصغير أو عن اي دليل آخر من شأنه ان يكشف عن دور محتمل لها في وضع الأسلحة والمتفجرات ولكن من دون جدوى. في غضون ذلك، واصلت أجهزة الأمن التحقق من الاحتمالات المختلفة في غياب أي مؤشر على علاقة بصغير بالأوساط الإسلامية وفي ظل أقوال سكان المنازل المجاورة لمنزله والمسؤولين عن شركة "يورو هندلينغ" التي توظفه منذ ثلاث سنوات وتفيد بأنه جار مثالي وموظف مواظب. ونظراً للقلق والتخوّف اللذين أثارتهما حادثة اعتقال بصغير وزعت ادارة المطارات الفرنسية معلومات تؤكد انه منذ أحداث 11 أيلول سبتمبر تمّ تعزيز اجراءات الأمن في مطاري شارل ديغول وأورلي وان عدد أفراد الجهاز المكلّف بأمنهما ارتفع اخيراً من 3200 الى 4000. وأضافت ان المطارين زوّدا آلات للكشف عن الأسلحة والمتفجرات وان مختلف الحقائب التي تمرّ عبرهما تخضع لتفتيش بواسطة أشعة "اكس".