قالت أوساط الشرطة الفرنسية أمس ان اعتقال أحد عمال نقل الأمتعة والحقائب في مطار شارل ديغول، بعد اكتشاف بنادق ومتفجرات وأجهزة تفجير مخبأة في سيارته، وضعها أمام قضية معقدة ومثيرة للقلق. واعتقل الفرنسي - الجزائري عبدالرزاق بصغير 27 عاماً السبت الماضي في مرأب المطار وعثر داخل سيارته على مسدس آلي ومدفع رشاش وخمس عبوات متفجرة وجهازي تفجير وصواعق معدّة للاستخدام، بعدما شوهد من أحد المارة ومعه قطعة سلاح. وصرح أ ف ب مصدر قريب من اوساط التحقيق ان بصغير كان يحمل عبوة ناسفة "جاهزة للاستخدام". وأوضح ان العبوة عبارة عن خمس رقائق من المتفجرات وصاعقين وفتيل ضبطت في سيارته بعد اعتقاله. ولم يكن بصغير معروفاً لدى اجهزة الاستخبارات او بقربه من الاوساط الاسلامية. لكن العثور خلال عملية التفتيش على وثيقتين او ثلاث "يمكن ان يكون لها طابع اسلامي" فضلاً عن حيازته متفجرات، دفعت دائرة مكافحة الارهاب الى تولي هذه القضية. وباتت الشرطة أمس تميل "في شكل جدي" الى فرضية ان يكون الموقوف يحضر لاعتداء. واضاف ان فرضيات اخرى ولا سيما السرقة، غير مستبعدة كلياً خصوصاً ان مطار شارل ديغول تعرّض اخيراً لعملية سرقة نفّذها أحد العاملين في عنابره واستهدفت مستوعبات تحتوي كمية من أحجار الالماس. ويلازم بصغير منذ اعتقاله الصمت المطبق، رافضاً الرد عن أسئلة المحققين، ويبدي استغرابه لبقائه قيد الاحتجاز، مما حال حتى الآن دون الوقوف حول دوافع حيازته على الأسلحة والمتفجرات. ومما يعزز الابهام من حوله أنه غير معروف لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية، وليس له سجل اجرامي. وتقتصر معلومات الشرطة على تورّطه عام 1997 في تخريب ممتلكات عامة في باريس. ودهم رجال الأمن منزل بصغير الواقع في بوندي ضاحية باريس واعتقلوا والده وشقيقيه وأحد اصدقائه لاستجوابهم. وذكر انه عثر أثناء عملية الدهم على وثائق يمكن ان تكون ذات طابع إسلامي. وتعتبر أوساط الشرطة ان حيازة بصغير المواد المتفجرة والصواعق يؤكد بوضوح ان اعتداء كان على وشك ان يقع، لكنها لا تزال تجهل هدفه وما اذا كان المعتقل هو الذي يتولى تنفيذه. وتسعى الشرطة عبر التحقيقات التي يخضع لها والد بصغير وشقيقاه وصديقه الى تكوين فكرة واضحة عن شخصيته والأشخاص الذين تربطه بهم علاقات أملاً بالكشف عن نياته. ويحق لبصغير التنقل في مختلف أقسام مطار شارل ديغول الذي يستقبل المطار نحو مئة ألف راكب يومياً بحكم وظيفته بواسطة بطاقة خاصة. وتعيد هذه القضية طرح قضية أمن المطارات الفرنسية على بساط البحث، خصوصاً ان هذا المطار هو نفسه الذي استطاع البريطاني ريتشارد ريد المعروف باسم "صاحب الحذاء المفخخ" ان يستقل منه طائرة كانت متجهة الى ميامي قبل عام وهو يخبئ متفجرات في حذائه. ويأتي اعتقال بصغير بعد أيام على تفكيك شبكتين إسلاميتين في 16 و21 كانون الأول ديسمبر الجاري، كانتا تنويان تنفيذ اعتداء على السفارة الروسية في باريس. وعززت اجراءات الامن في المدن الفرنسية الكبرى والمطارات في فترة عطلة عيد الميلاد. وقبل ايام طالب مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي أف بي آي المسؤولين عن تطبيق القانون بالتأهب لمواجهة احتمال محاولة اسقاط طائرات بمتفجرات مخبأة في ملابس او احذية.