بدأت التحضيرات لعقد مؤتمر موسع للمعارضة العراقية بعد موافقة اللجنة السداسية على قائمة أولية بالقوى والشخصيات التي ينتظر مساهمتها. وبدا أن التوتر في العلاقات الكردية - التركية في طريقه إلى التراجع، إذ يتوجه وفد يمثل الخارجية التركية إلى مقر إقامة مسعود بارزاني زعيم "الحزب الديموقراطي الكردستاني"، فيما وصل جلال طالباني إلى صلاح الدين لتتويج لقاءات قيادية سابقة بين الحزبين الاتحادي الوطني والديموقراطي الكردستاني قادماً من تركيا التي زارها ضمن مساعيه لحلحلة الأزمة بينها وبين بارزاني. تجاوزت الأحزاب العراقية الستة مرحلة حرجة في تحضيراتها لعقد مؤتمر موسع للمعارضة في إحدى العواصم الأوروبية. وأفضت مشاورات مكثفة أجراها ممثلون عن الأحزاب التي شاركت في مفاوضات واشنطن مع الإدارة الأميركية في التاسع من الشهر الماضي، عن الاتفاق على قائمة أولية بأسماء الحركات والأحزاب والمنظمات والشخصيات العراقية التي سيجري الاتصال بها لتنظيم حضورها المؤتمر. وقال الدكتور حامد البياتي ممثل المجلس الإعلى للثورة الإسلامية الناطق باسم اللجنة التحضيرية، أمس: "إن الاتفاق جرى على عدم استثناء أي طرف في الأطياف السياسية العراقية المناضلة من أجل انهاء الديكتاتورية وإقامة البديل الديموقراطي". وأوضح في بيان صحافي "أن مهمة اللجنة التحضيرية فنية وتنتهي بانعقاد المؤتمر". وأضاف البيان الذي صدر باسم الأحزاب الستة ان "اتصالات جرت وتجري مع عدد من العواصم الأوروبية لعقد الاجتماع لم يحدد موعد معين له". وجاء هذا وسط تكهنات بطبيعة عمل اللجنة وما إذا كان يتعين توسيعها، ومطالبات من أحزاب معارضة بضرورة توسيع التمثيل. وأبلغ البياتي "الحياة" وجود توافق بين جميع الأطراف على طبيعة عمل اللجنة ووظيفتها. إلى ذلك، وصل جلال طالباني، الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني إلى صلاح الدين في شمال العراق قادماً من تركيا لاجراء محادثات مع زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وأركان قيادته. وترتدي زيارة طالباني أهمية خاصة لا سيما لجهة تتويج جملة من الاجتماعات القيادية بين الحزبين لازالة آخر العقبات عن طريق التطبيع النهائي بينهما، كما نصت اتفاقية واشنطن، ولكن الأهم من ذلك هي المساعي التي يبذلها طالباني لتخفيف حدة التوتر في العلاقات الكردية مع الإدارة التركية. وكانت مصادر كردية عراقية تحدثت عن احتمال وصول وفد يمثل وزارة الخارجية التركية إلى صلاح الدين في سياق محاولات نزع فتيل الأزمة. وتشير التطورات على الأرض إلى تسارع عمليات التطبيع في علاقات الأطراف الكردية والتركية عشية تصعيد واضح في الخطاب الأميركي ضد الرئيس العراقي.