افادت مصادر كردية عراقية ان الادارة الاميركية تستعجل المصالحة التامة بين الحزبين الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني بعد اكثر من سنتين من التعثر في تطبيق "اتفاق واشنطن للمصالحة" وبقاء الصيغة البرلمانية الانتقالية عقبة في طريق توحيد الادارتين الكرديتين. وقال رئيس الحكومة الاقليمية في السليمانية الدكتور برهم صالح ل"الحياة" ان واشنطن طلبت من الحزبين ارسال وفدين قياديين مخولين الاتفاق واتخاذ القرارات تمهيداً لعقد لقاء اميركي مع زعيمي الحزبين بارزاني وطالباني. وتشير المصادر الكردية الى ان التلكؤ في المصالحة الكردية اصبح غير مقبول لدى الادارة الاميركية التي تعكف على انضاج سيناريوهات عملية للتعامل مع النظام العراقي بوصفه تهديداً لا بد من ازالته من الطريق. وتؤكد قيادات كردية زارت العواصم الغربية اخيراً حصول تقارب اوروبي مع الموقف الاميركي من العراق خصوصاً ان فرنسا التي عبرت للاكراد عن ضرورة التزام بغداد بعودة المفتشين وتحسين سجله في مجال حقوق الانسان فضلاً عن تنفيذ ما تبقى من القرارات الدولية كمخرج وحيد له لتلاقي عمل عسكري اميركي في المدى القريب. ووفقاًَ للمصادر الكردية فان السيناريو الاميركي يضع موعداً تقريبياً لاختبار نتائج المساعي الديبلوماسية الدولية مع بغداد، ويقع الموعد بين آذار مارس وحزيران يونيو المقبلين. وتقلل هذه المصادر من اثر الخلافات الاخيرة مع اطراف في المؤتمر الوطني العراقي المعارض، وتعتبره "خلافاً اجرائياً وثانوياً". واهتمت الدوائر الاوروبية بالتشاور مع الاكراد خلال الاسابيع الماضية في شأن العواقب المحتملة لسقوط النظام العراقي تحت الضربة الاميركية المقبلة، وموقف الاكراد والتنظيمات الاسلامية الشيعية من وحدة الكيان العراقي، كما ابلغ قيادي كردي "الحياة". ويضيف القيادي ان العواصم الاوروبية قلقة من تصعيد التوتر على جبهة المواجهة مع بغداد، ولكنها من ناحية ثانية تبدو قانطة ويائسة من امكان تعديل الحكومة العراقية مواقفها وتشعر بأنه "ربما تكون الفرصة الحالية هي آخر الفرص السانحة لبغداد".