وصف الرئيس السوداني عمر البشير زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق ب"الخائن"، وتوعد ب"تلقينه درساً لن ينساه" داعياً الشباب الى التوجه الى معسكرات التدريب لاستعادة مدينة توريت التي استولت عليها قوات قرنق الاحد الماضي. وفي موازاة ذلك اكد قيادي بارز في "الحركة الشعبية"، أن قواته تقترب من مدينة جوبا، كبرى مدن جنوب السودان، فيما تدور معارك ضارية في ولاية شرق الاستوائية بين القوات الحكومية والمتمردين. وعلى صعيد المفاوضات بين الجانبين والتي توقفت الاثنين الماضي اثر انسحاب الوفد الحكومي، قال مبعوث اميركي في الخرطوم انه طلب من الحكومة ضرورة العودة سريعاً الى طاولة المفاوضات، وكشف ان وفداً عسكرياً اميركياً وصل الى العاصمة السودانية، فيما تحدثت الرئاسة الكينية عن التزام الخرطوم معاودة التفاوض، مندون تحديد موعد لذلك، على ان تجرى اتصالات بقرنق لتأكيد ضرورة وقف النار خلال المحادثات. وتوعد القيادي في "الحركة الشعبية" فاغان آموم ب"مواجهة ما يسميه النظام التعبئة العامة، بالرد القاسي والعنيف". وقال في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" معه في نيروبي: "إن قوات الجيش الشعبي، الذراع العسكرية للحركة الشعبية، تقف على مشارف مدينة جوبا أكبر مدن جنوب السودان". وأشار إلى "معارك طاحنة في شرق الاستوائية". كما اتهم القوات الحكومية ب"مواصلة القصف الجوي على المدنيين في غرب أعالي النيل في مناطق انتاج النفط"، مشيراً إلى "استمرار نزوح آلاف المدنيين من مناطقهم إلى بحر الغزال". إلى ذلك، أوضح آموم "ان اجتماعاً موسعاً لقيادات الحركة بحث في التهديدات العسكرية للنظام وحملات التعبئة ودراسة الأسباب التي أدت إلى انسحاب الوفد الحكومي من مفاوضات مشاكوس الأيام الماضية". وحذر آموم الخرطوم من "مغبة التصعيد العسكري على قوات الحركة الشعبية"، وقال: "إن النظام الآن في أضعف حالاته وإذا فشل في تحقيق انتصارات عسكرية العام 1995، فهو لن يستطيع تحقيق ذلك في هذه المرحلة الراهنة". وأكد ان هدوءا يسود جبهات القتال الأخرى حتى وقت متقدم من امس. يذكر أن "الحركة الشعبية" تمكنت في الأيام الماضية من تحقيق أكبر انتصاراتها العسكرية على القوات الحكومية بسيطرتها على مدينة توريت، ثاني أكبر مدن الجنوب، كما سيطرت قبل شهرين على مدينة كبويتا قرب الحدود الكينية، ولم يتبق امامها في كل شرق الاستوائية سوى مدينة جوبا. وفي نيروبي اف ب، اكد الرئيس الكيني دانيال اراب موي، بعد لقائه رئيس الوفد السوداني الى مفاوضات السلام، ان حكومة الخرطوم تعهدت بمعاودة المفاوضات. وقال بيان للرئاسة الكينية ان رئيس الوفد الحكومي الى المفاوضات محمد ادريس اكد ان "الحكومة ملتزمة استئناف المفاوضات التي علقت بعد معارك عنيفة في جنوب السودان". والرئيس الكيني الذي يقود مبادرة السلام التي ترعاها "الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر" ايغاد في السودان لم يحدد موعدا لاستئناف المفاوضات المهمة التي يبحث فيها الجانبان وقفا لاطلاق النار لانهاء الحرب الاهلية الدائرة منذ 1983. وقال بيان الرئاسة الكينية ان رئيس الوفد الحكومي السوداني قال ان "المفاوضات علقت موقتا لمتابعة تطورات الوضع" وانه اعرب عن "ثقته في هيئة ايغاد ومبادرتها السلمية في السودان برئاسة الرئيس اراب موي". واضاف البيان ان "الرئيس الكيني سيجري قريبا محادثات مع زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق بهدف تأكيد ضرورة وقف المعارك خلال المفاوضات".