تتواصل جهود وسطاء عملية السلام لاستئناف مفاوضات مشاكوس بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها الدكتور جون قرنق. وفيما تطالب الولاياتالمتحدة عبر اريتريا، وقف أي عمل عسكري ل"التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض في الجبهة الشرقية ضد الخرطوم، ينتظر أن يحمل ممثل الرئيس الكيني في عملية السلام اقتراحات حركة قرنق عن وقف النار إلى الحكومة لاستئناف المفاوضات، كما يتوقع وصول مبعوث نروجي إلى الخرطوم وربما أسمرا. وعلمت "الحياة" من مصادر في المعارضة السودانية ان واشنطن ستطلب من أسمرا ابلاغ "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض وقف أي تحرك عسكري في الجبهة الشرقية على الحدود الاريترية - السودانية بهدف ايجاد أجواء ملائمة لاستئناف المفاوضات بين الحكومة و"الحركة الشعبية" في ضاحية مشاكوس قرب العاصمة الكينية نيروبي. وكانت الخرطوم علقت المفاوضات اثر استيلاء قرنق على مدينة توريت الاستراتيجية في جنوب البلاد على رغم عدم اتفاق الطرفين على وقف النار واستمرار المعارك العسكرية قبل المفاوضات وخلالها. وشددت المصادر السودانية المعارضة على "أن الطلب الأميركي بوقف العمل العسكري في شرق السودان عبر دولة اريتريا غير مبرر، لأن قوات التجمع الوطني موجودة داخل الأراضي السودانية وليست في الأراضي الحدودية الاريترية". وفي الإطار نفسه، يتوقع وصول المبعوث النروجي بيجرد اليفسون إلى الخرطوم للبحث مع المسؤولين في سبل استئناف المفاوضات. وكان اليفسون التقى أول من أمس الأمين العام بالوكالة ل"التجمع الوطني" الدكتور شريف حرير في أوسلو. ونقلت المصادر "ان التجمع طالب المبعوث النروجي بلقاء أمانة التجمع الوطني في الداخل للتعرف على مدى جدية الخرطوم في السلام، وموقفها من الديموقراطية". معتبرة ان ذلك يمثل "اختباراً للنظام الذي سبق أن اعتقل قيادات الأمانة في الداخل العام الماضي بعدما التقوا مسؤولاً أميركياً". وأشارت المعارضة إلى احتمال زيارة المبعوث النروجي أسمرا للقاء المسؤولين الاريتريين وقيادات "التجمع الوطني". إلى ذلك، علمت "الحياة" ان الجنرال الكيني سمبويا ممثل الرئيس دانيال آراب موي في عملية السلام السودانية، سينقل اقتراحات من حركة قرنق لاستئناف المفاوضات إلى الخرطوم. وكان رئيس وفد "الحركة الشعبية" سيلفاكير في المفاوضات أبلغ موقف "الحركة" إلى الوسطاء رسمياً، وتتضمن خمسة اقتراحات لاستئناف مفاوضات مشاكوس، أبرزها في إعلان هدنة يلتزم خلالها الطرفان وقف العمليات العسكرية والعدائية اثناء فترة المفاوضات.