وجّه المدّعي العام السويدي توماس هاغستروم رسمياً امس، أربعة اتهامات الى السويدي التونسي الاصل كريم الشطي الذي اعتقل الخميس الماضي في مطار مدينة فستروس السويدية وفي حوزته مسدس من عيار 5،6 ملم. والتهم هي: التحضير لعملية خطف الطائرة أو التحضير لعمل تخريبي في الطائرة أو التحضير لعملية تخريب في المطار أو مخالفة خطيرة لحيازته سلاحاً. وقال المدعي العام الى "الحياة" انه "على رغم أنني توليت المهمة قبل أيام قليلة، فانني تمكنت من تجميع أدلة مهمة ومقنعة تدين الشطي". وأكد هاغستروم ما ذكرته الشرطة السويدية عن تبادل معلومات بين أجهزة الاستخبارات السويدية وأجهزة استخبارات أمنية رفض تسميتها، ولكنه قال: "حصلنا على معلومات من خارج البلاد سنستخدمها في المحاكمة". وشرح انه سيطلب من هيئة المحكمة ان تكون كل جلسات التحقيق وراء أبواب مغلقة "حفاظاً على سرية القضية". ويذكر ان القانون السويدي يعطي المدعي حق احتجاز الشطي رهن التحقيق فترة اسبوعين، ويمكنه تمديد تلك المدة اسبوعين آخرين. ولوحظ ان الحكومة الاشتراكية في السويد تحاول التخفيف من القضية اعلامياً خصوصاً وان السويد ستشهد انتخابات برلمانية بعد اسبوعين. ورأى مراقبون ان الحكومة السويدية لا تريد اثارة الموضوع، لئلا تثير غضب الناخب المسلم أو الناخب السويدي المتعصب ضد الإسلام. وافادت تقارير ان شطي مرتبط بعلاقة مع السويدي اللبناني الاصل اسامة قصير الملقب "ابو عبدالله" الذي تتهمه الاستخبارات الاميركية بأنه سافر سنة 1999 الى الولاياتالمتحدة الاميركية بتفويض من الاصولي المقيم في بريطانيا ابو حمزة المصري لبناء معسكرات تدريب لعناصر "القاعدة" هناك. وأكد "ابو عبدالله" ل"الحياة" انه على علاقة "صداقة قوية مع الشيخ ابو حمزة المصري ولكن كل ما تدعيه الاستخبارات الاميركية عن ارتباطي بالقاعدة وعن ان هناك ربطاً بين قضيتي وقضية الشاب كريم الشطي، باطل ولا أساس له من الصحة". وشرح ابو عبدالله انه تعرّف على الشطي عام 1997 في سجن سويدي وان كريم كان وقتها ملتزم دينياً، ولكنه لم يكن يعرف الطرق الصحيحة لممارسة الدين، لذا قمت بتعليمه فقه العبادات وشجّعته على ترك عصابات الكفار المافيا الصربية التي كان يختلط معها كما طلبت منه الابتعاد عن الافعال التي تتعارض ومبادئ الإسلام". واستبعد ابو عبدالله ان يكون الشطي شخصاً ارهابياً أراد خطف الطائرة بل رجح ان يكون "نسي المسدس في شنطته، كما ان كريم انسان مسالم لا يمارس العنف وهو ينتمي الى الجماعات السلفية التي لا تؤمن بالجهاد من طريق القوة في الوقت الراهن". ونفى ابو عبدالله الاتهامات الاميركية ضده وقال: "فليذهب جورج بوش الى الجحيم وبئس المصير انشاء الله وأنا أتحدّى الاستخبارات الاميركية ان تبرز دليلاً واحداً ضدي بأنني حاولت بناء معسكرات تدريب في أميركا. وأنا مستعد للاجتماع بآلاف بي أي هنا في السويد وليستجوبوني هنا وسيجدون انهم على خطأ وأنا على صح". وطلب ابو عبدالله عدم خلط علاقته بالشاب كريم الشطي وعلاقته ب"أبو حمزة المصري"، نافياً انه من عناصر "القاعدة" وان كان يعتبر نفسه من انصار اسامة بن لادن. وتستمر التحقيقات في قضية الشطي خلال الاسبوعين المقبلين وراء ابواب مغلقة. ورفض المدعي العام ان يعطي اي توقعات حول العقوبة التي سيطلبها للمتهم. واستغربت أوساط سياسية سويدية ان الشرطة لم تحقق مع الشطي طوال اليومين السابقين، واكتفت بالاستجواب الأول. الا ان الشرطة بررت ذلك بأنها كانت تجمع معلومات من أماكن أخرى. وقال والد الشطي الى صحف محلية ان ابنه بريء وان الاستخبارات السويدية استجوبته للوالد في منزله اول من امس وحصلت على معلومات "ستظهر براءته في الايام المقبلة".