في الوقت الذي نبارك فيه، نحن الآشوريين، الجهود "المخلصة" للأطراف الستة من المعارضة العراقية التي توجهت الى اميركا، وسعيها الحثيث "المخلص" في لم شمل قوى المعارضة العراقية لمواصلة كفاحه من اجل انقاذ الشعب العراقي من الطغمة الحاكمة في بغداد التي طاول ظلمها جميع اطياف الشعب العراقي، لم تكن المظالم التي تعرض لها الشعب الآشوري، كغيره من ابناء القوميات الاخرى خافية على احد. وعلى رغم الحضور الميداني لأحزابنا الآشورية، وخصوصاً الحركة الديموقراطية الآشورية، الممثل الرئيس لهذه الأمة، بحسب انتخابات برلمان اقليم شمال العراق، في معظم النشاطات التي تصدت لممارسات الطغمة الحاكمة، وعلى رغم تطور علاقات احزابنا الآشورية مع جميع اطراف المعارضة العراقية، الا ان معظمها، ولا أقول جميعها، تتحفظ عن ذكر اسم الآشوريين حتى في خطاباتها. وهذا ما بدا واضحاً اخيراً في خطاب الاطراف الرئىسة الستة الذي ذكر "العرب والأكراد والتركمان والشيعة والسنّة والأقليات". ولا نعرف إن كنا، نحن الآشوريين، من الشيعة والسنّة المذهبان اللذان يبدو ان الخطاب اعتبرهما من القوميات الجديدة في العراق أم من الأقليات؟ اذا كانت هذه هي البداية في خطوة الألف ميل، وفي دول ديموقراطية مثل اوروبا وأميركا التي لا يزال يعيش فيها معظم افراد هذه القوى، ويحمل معظمهم جنسياتها ويلمسون الديموقراطية الحقة فيها ويعيشون في كنفها فكيف سيكون الوضع في بغداد؟ لا نرى اي بادرة امل في الافق، في ظل منطق بعض الجهات الغريبة عن المنطقة او القريبة منها. فالحزب الديموقراطي الكردستاني احد الاطراف الستة، في شمال العراق، يعتبر حق الآشوريين "هبة" منحها هو للآشوريين وليس حقاً لشعب عانى ما عاناه. وهنا تذكرت مقالة كتبها الصحافي كامران قره داغي في إحدى الصحف العربية الصادرة في لندن بعنوان "عندما يتحول المظلوم الى جلاد". وقال فيها ان هذا الحزب بدأ بتصفية العناصر القيادية من الآشوريين، وتكريد هذه الأرض بالقوة احياناً... والتطاول على قراهم والقيام بتجاوزات لا حد لها، وليس آخرها خلق كانتونات ومستوطنات كالتي في الاراضي العربية المحتلة، من دون مراعاة الخصوصية القومية للشعب الآشوري. وحاول، بكل الوسائل، تمزيق هذه الامة من خلال خلق مسميات طائفية ومذهبية، والزج بعناصر مشبوهة من الآشوريين الذين ينتمون اليه في تمثيل الآشوريين، كما حصل في اجتماع واشنطن حيث كان ما يقرب من نصف الحاضرين من الآشوريين من افراد هذا الحزب. كل ذلك، والمسؤولون في هذا الحزب يدركون ان اكثر من 90 في المئة من الشعب الآشوري، في الوطن والمهجر، يؤيدون، إن لم يكن يقبلون، او ينتمون الى الحركة الديموقراطية الآشورية ممثلاً لهم. فإلى متى، ايها المعارضة العراقية من العرب والاكراد، يهمش الآشوريون والتركمان في ايديولوجياتكم ومفاهيمكم؟ والى متى تتعمدون عدم ذكر اسم الآشوريين في خطاباتكم؟ إن تناسيتم فلا تنسوا ان دماء الآشوريين اختلطت بمياه الرافدين، وأرضهما، والشعوب الاخرى التي هاجرت الى تلك البقعة من الارض، واستقرت فيها، وتدعي اليوم، قبل غيرها، انها ملك لها. فتحت كل بقعة من تلك البقاع يقبع تمثال ملك ومملكة وآثار امبراطورية جار عليها الزمان، وبات ابناؤها ينتظرون الهبات من المستوطنين الجدد. وإن تناسيتم فلا تنسوا زيارة متاحف العالم ووزارات الخارجية في بعض البلدان، ومكاتب الأممالمتحدة، لتروا الأدلة بأعينكم. فالتاريخ يظل تاريخاً مهما حاول البعض إعادة كتابته واللعب بمفرداته. لندن - اوراهم اوديشو آشوري مقيم