قال الرئيس السنغالي عبد الله واد إن قادة دول غرب أفريقيا يريدون نشر قوة سلام في ساحل العاج قوامها ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف جندي مع دعم لوجستي من فرنسا وربما بمساعدة أميركية. فيما أعلنت باريس انها تقدم "دعما لوجستيا" الى سلطات ساحل العاج التي تبقى "على اتصال دائم" بها وتدعم فكرة نشر قوة تدخل افريقية. كما رحبت واشنطن بنشر هذه القوات. باريس، أبيدجان، واشنطن - أ ف ب، رويترز - في مقابلة نشرتها صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية أمس، قال واد، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي ستعقد اليوم اجتماعًا في أكرا لبحث الأزمة، إن القمة "ستشكل قوة عسكرية غرب أفريقية قوامها ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف جندي مع مساعدة لوجستية من فرنسا ومن المحتمل مساهمة أميركية في نقل الجنود". وأضاف: "إنها سابقة مهمة: هذه القوة ستتسلم مهمتها من الجنود الفرنسيين والاميركيين المنتشرين في ساحل العاج". وتضم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا 15 دولة هي بنين وبوركينا فاسو والرأس الاخضر وغامبيا وغانا وغينيا وغينيا-بيساو وساحل العاج وليبيريا ومالي والنيجر ونيجيريا والسنغال وسيراليون وتوغو. واعلن محمد ابن شمباس السكرتير التنفيذي لمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ان رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي سيشارك في قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. وأضاف: "وافق نحو 12 رئيس دولة على الاقل بينهم مبيكي على المشاركة في القمة". واندلع قتال جديد الليلة قبل الماضية بين المتمردين والقوات الحكومية فيما انهت قوات فرنسية مهمة لمساعدة اجانب على النجاة من مدينة بواكيه. ودارت مواجهات بين القوات النظامية والمتمردين على بعد نحو 40 كلم شمال ياموسوكرو للسيطرة على مدينة تيبيسو. واستخدمت القوات الحكومية المدفعية لقصف مواقع المتمردين الواقعة على بعد نحو سبعة كيلومترات من وسط مدينة تيبيسو. وقال ناطق باسم الجيش ان القوات الموالية للسلطة استعادت مدينتي تيبيسو وساكاسو من ايدي المتمردين وان "عناصر في القوات الحكومية في الخطوط الامامية استولت على بواكيه". وقال المتمردون انهم صدوا هجوما وتوعدوا بالتقدم جنوبا نحو العاصمة الادارية ياموسوكرو التي نقلت اليها القوات الفرنسية مئات الاجانب الذين اجلتهم من بواكيه اخيراً. وافاد بيان لوزارة الخارجية الفرنسية أمس ان فرنسا تقدم "دعما لوجستيا" الى سلطات ساحل العاج التي تبقى "على اتصال دائم" بها وتدعم فكرة نشر قوة تدخل افريقية. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية "اننا وبدافع توفير الامن للجالية الفرنسية في ساحل العاج، نقدم، من جهة اخرى، دعما لوجستيا لسلطات ساحل العاج". وجددت باريس "عشية قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا" دعم فرنسا "لكل الجهود الافريقية الهادفة الى ايجاد حل سلمي قائم على الحوار وبروح المصالحة الوطنية والحرص على المحافظة على استقرار المنطقة". وخلص البيان الى القول "في هذا الاطار، تدعم فرنسا الفكرة المقدمة من قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا بارسال قوة تدخل افريقية". وأعلن رئيس وزراء ساحل العاج باسكال آفي نغيسان أمس أن ساحل العاج طلبت مساعدة عسكرية "لوجستية" من فرنسا، مشيرًا إلى أن أبيدجان قامت "بتفعيل" اتفاقات الدفاع مع فرنسا. وأوضح نغيسان في تصريحات لاذاعة فرنسا الدولية: "قمنا بتفعيل اتفاقات الدفاع بين ساحل العاجوفرنسا لاننا أبرمنا هذه الاتفاقات بطريقة تسمح لنا في ظروف استثنائية مثل تلك التي نعيشها اليوم بالحصول على دعم حليفتنا". وأضاف: "لا نريد قوات تأتي للقتال في صفوفنا لاننا نملك جنودًا ماهرين وشعبًا معبأ. لكن في ظروف مماثلة ونظرًا إلى قوة السلاح الذي يملكه الطرف الآخر والقدرة القاتلة للاسلحة التي ينشرها عدونا، نسعى إلى حد أدنى من الاجراءات الاحتياط حتى لا نرسل جنودنا إلى المجزرة". وقال: "ما نأمل فيه هو دعم لوجستي يسمح لنا بمواجهة العدوان". وتشهد ساحل العاج تمردًا عسكريًا منذ 19 الشهر الجاري. وسيطر المتمردون على ثاني مدن البلاد بواكيه وسط ومدينتي كورهوغو شمال وأوديني شمال غربي. وأفادت حصيلة رسمية أن المعارك أسفرت عن سقوط أكثر من 270 قتيلاً و300 جريح في مدينة أبيدجان وحدها فيما تحدث مراسلون لوسائل إعلام دولية عن سقوط أكثر من مئة قتيل في بواكيه. وكان وزير الدفاع في ساحل العاج مويز صرح الخميس الماضي بأن بلاده تتعرض "لعدوان خارجي"و"حرب احتلال" وأعلن بواكيه وكورهوغو "منطقتي حرب". ودعت الولاياتالمتحدة الطرفين المتحاربين في ساحل العاج إلى إيجاد حل سلمي لنزاعهما عبر تقديم دعمهما للجهود التي تبذلها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في هذا الشأن. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر "دعونا الطرفين إلى البحث عن حل سلمي للمواجهة، ... وعبرنا عن اهتمامنا بأن يقوم المتمردون بتسوية الامر بطريقة سلمية". وأضاف أن واشنطن ترحب بجهود دول غرب أفريقيا للمساهمة في إعادة السلام إلى المنطقة. من جهة أخرى، أعلن التلفزيون الوطني في ساحل العاج مساء أول من أمس أن وزير الرياضة فرانسوا أميشيا الذي أسره المتمردون مع بداية التمرد في بواكيه، حرر بمساعدة جنود منشقين عن المتمردين. وقال أميشيا لتلفزيون ساحل العاج إن جنودًا "كانوا يحاولون الانفصال عن المتمردين" قاموا بإنقاذه وإخفائه عند أقرباء لهم في بواكيه. وتمكن وزير الرياضة من الفرار بعدما قامت القوات الفرنسية بأولى عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من بواكيه، عندما انضم إلى حشود من سكان المدينة مستفيدًا من هذا المحور الأمني. يشار إلى أن ساحل العاج تشهد منذ 19 أيلول سبتمبر اضطرابات عسكرية أوقعت مئات القتلى فيما يسيطر جنود متمردون على العديد من المدن في شمال البلاد.