استأنفت القوات النظامية في ساحل العاج هجومها على المتمردين في بواكيه وسط، في حين أطلقت لجنة الوساطة الغرب أفريقية سلسلة جديدة من المحاولات للتوصل إلى اتفاق هدنة، وذلك بعدما شهدت جهود سابقة بذلوها انتكاسة بسبب تردد الحكومة. كوروغو، بواكيه ساحل العاج - أ ف ب، رويترز - سمع دوي إطلاق نار في ضواحي مدينة بواكيه معقل المتمردين في ساحل العاج أمس. وقال هؤلاء إنهم يتعرضون لهجوم من القوات الحكومية. وأكدت مصادر عسكرية فرنسية في ساحل العاج أن القوات الحكومية تقترب من بواكيه. وقال ضابط فرنسي إن "قوات ساحل العاج أصبحت على بعد نحو 15 كيلومترًا من بواكيه في الطريق الواقع شرقًا". وأضاف: "طلبنا منهم الابطاء لاننا نرغب في جمع من تبقى من الاجانب لاجلائهم". وجاء ذلك في وقت أطلق وزراء من ست دول غرب أفريقية محاولة جديدة اأمس، للجمع بين مسؤولي حكومة ساحل العاج والمتمردين للتوقيع على وقف لاطلاق النار. وقال وسيط كبير: "علينا أن نكون متفائلين وأعتقد أن المشكلة ستحل"، وذلك بعدما انتظروا في العاصمة العاجية ياموسوكرو معظم أول من أمس، جوابًا من الحكومة لم يأتِ. وأكد قائد المتمردين في كوروغو "عاصمة" شمال ساحل العاج الخاضعة لسيطرتهم منذ 19 أيلول سبتمبر الماضي، أنه "لم يعد واردًا، التوقيع على اتفاق لوقف لاطلاق النار"، الامر الذي كان مقررًا حصوله بعد ظهر أول من أمس في تيبيسو التي تبعد 60 كلم عن بواكيه وسط، بين مندوب عن الحكومة وآخر عن المتمردين، تحت إشراف الوسطاء الغرب أفريقيين. وأرجئ التوقيع للمرة الثانية بسبب عدم وجود وثيقة رسمية تمنح صلاحيات إلى مندوب سلطات ساحل العاج الكولونيل فيليب مانغو، كما قال الوفد الوزاري لمجموعة دول غرب أفريقيا. واتهم قائد المتمردين في كوروغو ماسامبا كونيه الرئيس العاجي لوران غباغبو بأنه "يسعى إلى الايقاع بنا". وأضاف: "كان يفترض أن تبدأ المفاوضات بعد وقف لاطلاق النار. لكن غباغبو يريد حصرنا في معسكرات لاصطيادنا كعصافير". واعتبر قائد المتمردين في كوروغو أنهم أبدوا "حسن نية"، وذلك "باعتراف المسؤولين في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، بمن فيهم الوسطاء، لكن حكم غباغبو يريد الايقاع بنا، بمساعدة الجنود الانغوليين". وأضاف أن "التمرد يستأنف ابتداء من مساء اليوم أمس متابعة تقدمه العسكري"، مشيرًا إلى أن القرار اتخذ "بالتنسيق" مع توهو فوزييه الناطق باسم المتمردين في بواكيه. وكان فوزييه أعلن أن توقيع وقف لإطلاق النار ما زال ممكنًا. وأضاف أن وسطاء مجموعة دول غرب أفريقيا حددوا أمس، موعدًا جديدًا للمفاوضات. وفي لوم واضح للحكومة العاجية، قال وزير خارجية مالي لاسانا تراوري العضو في لجنة الوساطة إن أعضاء اللجنة لم يواجهوا صعوبة من جانب المتمردين الذين "كانوا مستعدين للتوقيع".