باريس - "الحياة" أثار الموضوع الذي نشرته "الحياة" في 17 ايلول سبتمبر الجاري عن اكتشاف اللوحات الثلاث التي رسمها الشاعر رامبو في بيروت عام 1887 سجالاً في الاوساط الثقافية والفنية العربية في باريس. وكان الكاتب والمصور الفرنسي جان لوك باران هو الذي اكتشف اللوحات ونشرها في كتاب له صدر حديثاً عن "متحف ومكتبة ارتور رامبو" تحت عنوان "رامبو مجنحاً". وأرفق اللوحات بنص يسرد فيه حكايتها وحكاية عثوره عليها. ودعم اللوحات بإفادة من احدى المؤسسات الفرنسية البارزة المتخصصة بتواقيع الفنانين Brame & Lorenceau وقد اقرّت المؤسسة بصحة توقيع الشاعر رامبو. الا ان الكلام يجري الآن في باريس عن رسام غير مشهور يدعى انطوان جان رامبو كان أقام في لبنان في أربعينات القرن العشرين ورسم بعض اللوحات المائية مستوحياً الطبيعة اللبنانية وبدت لوحاته شبيهة بلوحات رامبو الثلاث. وهذا الالتباس اثار فضول بعض المعنيين بالفن التشكيلي وبالشاعر رامبو. وكانت "الحياة" طرحت اصلاً بعض التساؤلات حيال اللوحات المكتشفة ومفادها ان رامبو لم يرسم طوال حياته رسوماً مائية بل هو معروف برسومه بالحبر الاسود والقلم الرصاص. ثم اشارت "الحياة" الى ان زيارة رامبو لبيروت لم ترد في الكتب التي تناولت سيرة رامبو وشعره باستثناء كتاب الناقد الفرنسي بيار بوتي فيس "رامبو سيرة: 1854-1891"، وكان ورد في هذا الكتاب ان رامبو قرر في نهاية ايلول 1887 ان يذهب الى سورية لشراء اربعة بغال قوية ليضمها الى قافلته المؤلفة من الجمال. واقتضى منه سفره الى سورية الحصول على جواز سفر من القنصلية الفرنسية في بيروت، لكن رامبو عدل عن السفر الى سورية على رغم حصوله على وثيقة السفر من القنصلية الفرنسية في بيروت. ويشير المؤلف الى ان وثيقة السفر عثر عليها وهي موجودة في متحف رامبو. ولعلها الدليل الذي يؤكد مجيء رامبو الى لبنان. قضية اللوحات هذه اضحت اشبه بالأحجية او اللغز وهي تحتاج الى المزيد من الوقت والبحث والتنقيب لكي تتبلور وتتضح اسرارها.